رحّب المسلمون البوسنيون بالأحكام التي اصدرتها محكمة جرائم الحرب في لاهاي على خمسة من الكروات البوسنيين فيما ندد الكروات بها. ووصفت اذاعة مدينة موستار الغربية البوسنية التي يسيطر الكروات عليها الاحكام بأنها "ظالمة وذات اغراض سياسية لا تمت الى العدالة بصلة". وذكرت الاذاعة ان الكروات من انحاء البوسنة بدأوا يتوجهون الى منطقة مدينة فيتاز وسط البوسنة - 90 كلم شمال غربي ساراييفو التي ينتمي اليها الكروات الخمسة المحكوم عليهم، للمشاركة في التجمعات والمسيرات واغلاق الطرق الرئيسية اليوم الاحد "احتجاجاً على الاحكام الجائرة التي صدرت في حق خمسة من الكروات". وفي زغرب، افاد رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي ايفيتسا راتشان المكلف تشكيل الحكومة الكرواتية الجديدة ان محكمة الجزاء الدولية قضت بعقوبة شديدة جداً لم تكن متوقعة، ولا تتناسب مع واقع التهم المنسوبة الى الكروات الخمسة". واعتبر راتشان، الذي فاز ائتلاف الاحزاب الذي يتزعمه في الانتخابات البرلمانية الكرواتية التي أجريت في 3 كانون الثاني الجاري، ان مطالبة محكمة لاهاي من كرواتيا "تبدو مبالغاً فيها، ولكن الحكومة الجديدة ستبحثها في ضوء القوانين الكرواتية وتقرر موقفها". يذكر ان المحكمة الدولية طلبت من كرواتيا تسليم هيئة الادعاء العام فيها ما لديها من وثائق حول الاحداث غير الانسانية التي وقعت في البوسنة اثناء الحرب. وكانت المحكمة اصدرت اول من امس الجمعة احكاماً بالسجن تراوحت بين ست سنوات و25 سنة ضد 5 من الكروات البوسنيين دينوا بارتكاب مجزرة بشعة ذهب ضحيتها 116 مسلماً. والى ذلك وصف ميرزا خيريتش مستشار العضو المسلم في هيئة الرئاسة الثلاثية البوسنية علي عزت بيغوفيتش، الاحكام التي اصدرتها محكمة لاهاي بأنها "شكّلت خطوة مهمة باتجاه العدالة". واكد على ضرورة ان تكون هذه الاحكام "حافزاً للمجتمع الدولي في ارغام المتهمين الهاربين للمثول امام العدالة، وان البوشناق مستعدون للتعاون الكامل مع مطالب المحكمة من اجل مقاضاة كل من ارتكب جريمة بالنسبة اليهم والى غيرهم". ومن جهة اخرى اعرب بيغوفيتش عن استغرابه تصريحات الممثل الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك التي حمّل فيها زعماء الاطراف البوسنية الثلاثة المسلمون والصرب والكروات مسؤولية المشاكل التي تعيق تنفيذ اتفاق دايتون للسلام، وكان هولبروك اتهم اعضاء هيئة الرئاسة: الرئيس الكرواتي انتي ييلافيتش والعضوين المسلم علي عزت بيغوفيتش والصربي جيفكو راديتشيتش ب"عدم تنفيذ التزاماتهم تجاه عملية السلام".