تجرى اليوم الاثنين في كرواتيا، الانتخابات الرئاسية في مرحلة ما بعد الرئيس الراحل فرانيو توجمان، وتسعى المعارضة الديموقراطية الى الفوز فيها لترسيخ المكاسب الكبيرة التي حصلت عليها في البرلمان، ولكي يكون في مقدورها تحقيق التغيير الحاسم في النظام الذي حكم على مدى عشر سنوات. ويتنافس في هذه الانتخابات تسعة مرشحين يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية، ينتمي ستة منهم الى الاحزاب اليسارية واليمينية وثلاثة رشحوا بصفة مستقلين. ورأى المراقبون ان المنافسة الرئيسية تقوم بين ثلاثة مرشحين هم: دراجان بوديشا 52 عاماً وهو رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي المشارك في الائتلاف الفائز في الانتخابات البرلمانية. وماتي غرانيتش 53 عاماً وهو نائب رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي ووزير الخارجية في حكومة توجمان وستيبي ميسيتش 66 عاماً وهو نائب رئيس الحزب الشعبي وآخر رئيس ليوغوسلافيا السابقة. وإزاء كثرة عدد المرشحين، فإنه لا يتوقع ان يتمكن أي منهم من الحصول على 50 في المئة من أصوات الناخبين، ما سيتطلب اجراء جولة حاسمة ثانية في 7 شباط فبراير المقبل بين المرشحين اللذين سيأتيان في المرتبتين الأولى والثانية. ويبلغ عدد الناخبين الكروات حوالى أربعة ملايين و200 ألف شخص، من بينهم 350 ألفاً خارج كرواتيا، غالبيتهم في البوسنة - الهرسك، ويرجح ان يقترع معظمهم لمصلحة ماتي غرانيتش، اذا كانوا صوتوا في كل الانتخابات السابقة الى جانب حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي. واخفق العضو المسلم في هيئة الرئاسة البوسنية علي عزت بيغوفيتش في إصدار قرار من الهيئة يمنع الكروات البوسنيين من المشاركة في انتخابات دولة اجنبية كرواتيا اذ وقف العضوان: رئيس الهيئة الحالي كرواتي انتي بيلافيتش وعضوها الصربي جيفكو راديشيتش، ضد الاقتراح. ومعلوم ان النظام الدستوري المعمول به حالياً في كرواتيا يمنح رئيس الجمهورية سلطات واسعة، فهو يتمتع بحق النقض فيتو لإلغاء أي قرار يتخذه البرلمان بأقل من ثلثي عدد نوابه. كما يتحكم وحده في الأمور العسكرية والدفاعية والأمنية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الكرواتية. وكانت المعارضة 6 أحزاب التي فازت في الانتخابات البرلمانية، وعدت بإلغاء الصلاحيات الواسعة للرئيس، الا ان ذلك يتطلب اقتراح ما لا يقل عن ثلثي عدد اعضاء البرلمان 101 من 151 نائباً في حين انها تملك 95 نائباً فقط.