استمرت امس "المفاوضات الاعلامية" بين سورية واسرائىل، اذ اكدت دمشق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يريد "الهيمنة" على الجولان السوري المحتل منذ 1967 قبل الموافقة على "ترسيم الحدود الجديدة". وكان باراك ابلغ حكومته اول من امس انه لن يعلن "الحدود الجديدة" مع سورية قبل تلقيه ردودها حول الترتيبات الامنية وماهية السلام ومواصلة التغذية بالمياه القادمة من الجولان. وردّت اذاعة دمشق الحكومية امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "قدم دليلاً اضافياً عن نياته بأنه يستهدف ابقاء الهيمنة الاسرائىلية على الجولان امنياً واقتصادياً واستراتيجياً قبل ان يوافق على ترسيم الحدود التي يصفها بالجديدة وليس وفق خط 4 حزيران يونيو 1967"، لافتاً الى ان كلام باراك لم يتضمن جديداً في القياس الى صيغته القديمة القائمة على ارتباط "عمق الانسحاب بعمق السلام والأمن". ولم تستأنف المفاوضات بين باراك ووزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع في 19 الجاري كما كان يأمل الاميركيون، ذلك ان باراك رفض تقديم "تعهد خطي" لدمشق بترسيم حدود 4 حزيران في الجولة المقبلة. وتابعت الاذاعة انه يريد "انتاج جديد للاحتلال اخطر وابعد مدى عبر البنى اللاحقة لعناصر السلام"، موضحةً ان ذلك دفع المفاوض السوري الى "التأكيد بان لاجدوى من عقد جولة جديدة ما لم يلتزم باراك مبدأ الارض مقابل السلام وتثبيت خط 4 حزيران في لجنة ترسيم الحدود حتى يكون لتأسيس عناصر السلام الاخرى معنى وضمن التساوي والتكافؤ والتوازي واالقانون الدولي في الأمن وعلاقات السلم العادية والمياه". في غضون ذلك، اعلن نائب الرئيس السيد زهير مشارقة ان المفاوضات واجهت صعوبات "تجلت في الاسلوب الذي اعتمده المفاوض الاسرائيلي ويقوم على عدم الالتزام بالمبادئ والضوابط التي استؤنفت على اساسها محادثات السلام واللجوء الى المراوغة والمماطلة والتسويف مما ادى الى تعطيل المحادثات وفقدان اي مبرر لعقد الجولة الثالثة منها"، وزاد في خطاب القاه امس ان بلاده "تعمل بكل ايجابية ونية صادقة على انجاح فرصة استئناف محادثات السلام"، وتأمل ان يكون هذا هو الاستئناف الاخير الذي ينتهي الى اتفاق سلام قائم على العدل والشمولية.