أعلن وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لم يقابل دمشق ب"استجابة مماثلة" لتلك التي اعلن عنها المسؤولون السوريون منذ فوزه في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، لافتاً الى ان سورية ستطالب باستعادة "ثلث" اسرائيل الذي احتلته الدولة العبرية بين عامي 1948 و1967 في حال رفضت الانسحاب من الجولان الى خطوط 4 حزيران يونيو 1967. وكان الشرع يتحدث خلال زيارة وزيرة الخارجية الفنلندية تاريا هالونن التي اجرت والمنسق الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس امس محادثات مع الرئيس حافظ الاسد ووزير الخارجية السوري. وقالت مصادر رسمية ان المحادثات تناولت "مستجدات الاوضاع في المنطقة والدور الاوروبي في عملية السلام في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية بين سورية وفنلندا والعلاقات مع الاتحاد الاوروبي". واشارت المصادر رداً على تساؤلات المسؤولين الاوروبيين حول تمسك دمشق بدور اميركي في مفاوضات المسار السوري - الاسرائىلي الى ان دمشق "ترحب بدور اوروبي فاعل في مفاوضات السلام"،. وجدد الشرع موقف بلاده "الصريح والواضح" المطالب ب"استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها والتزام ماتم التوصل اليه خلال فترة حكومتي اسحق رابين وشمعون بيريز"، موضحاً انها "التزامات تتعلق بالانسحاب التام والكامل من الجولان السوري الى خطوط 4 حزيران". وسئل عن موعد استئناف المفاوضات، فأجاب انه لايعرف "بالضبط" متى يعود المفاوضون السوريون والاسرائىليون الى مائدة التفاوض بعد توقف منذ بداية العام 1996. وقال: "ان اي تأخير في استئناف المحادثات يقع على عاتق الحكومة الاسرائىلية. أظهرنا منذ فوز باراك في الانتخابات الكثير من التفاؤل والكثير من التشجيع لكن الى الآن لم نتلق استجابة مماثلة من الحكومة الاسرائىلية الجديدة". غير ان الوزير الشرع اكد "اننا متفائلون ونأمل ان تتحسن الامور وان تعود عملية السلام الى مسارها الصحيح". ولم يشر باراك خلال محادثات مع الرئيس بيل كلنتون الشهر الماضي الى مبدأ "الارض مقابل السلام"، ولم يقدم الى الان وعداً بالانسحاب الى خطوط 4 حزيران الامر الذي تعتبره دمشق مدخلاً لأي مفاوضات. وقال الشرع امس: "ان الانسحاب الى خط حزيران مسألة غير قابلة للنقاش من جديد وتم البحث فيها سابقاً" مع رابين وبيريز. وتتضمن حدود حزيران الى الحدود الدولية للعام 1923 مناطق مثل الحمة وقسم من شاطئ بحيرة طبرية. وبثت الاذاعة السورية امس ان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين "لا تبعث على الامل لانها لا تشير الى الاستعداد للانسحاب الى خط 4 حزيران ولا تؤسس لإمكانية اقامة السلام العادل والشامل"، وزادت ان هذه التصريحات التي "تتجاهل عناصر السلام وأسسه والمستندة الى عوامل القوة والغطرسة هي المسؤولة عن عرقلة مسيرة السلام". بيروت ووصلت هالونين بعد ظهر امس الى العاصمة اللبنانية آتية من دمشق يرافقها الموفد الأوروبي الخاص الى الشرق الأوسط، وباشرت لقاءاتها الرسمية في بيروت حيث استقبلها رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود. وأعلنت بعد اللقاء "التزام الإتحاد الأوروبي بدفع عملية السلام"، وقالت: "كانت المحادثات مع رئيس الجمهورية منفتحة وصريحة للغاية، وقد سرنا أن نبحث في العلاقات بين الإتحاد الأوروبي ولبنان وكذلك في عملية السلام. كانت لدينا وجهات نظر متطابقة عن أهمية دفع عملية السلام إلى الأمام، ونأمل كل خير حيال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونرى أن من المهم اخذ أهمية المسارين اللبناني والسوري في الاعتبار في هذه المفاوضات". والتقت هالونين بعد ذلك رئىس الحكومة سليم الحص، ثم عقدت مؤتمراً صحافياً في السرايا الكبيرة وغادرت بيروت في المساء. وشدد الرئيس لحود على الثوابت اللبنانية في عملية السلام وعلى "المسار والمصير مع سورية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ارضهم". وثمّن الدور الاوروبي والاهتمام الذي يبديه الاتحاد الاوروبي ونوه بدور القوة الفنلندية العاملة في اطار قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان. واشارت الوزيرة الفنلندية الى امكانية عودة موراتينوس الى المنطقة في ايلول سبتمبر المقبل. وشدد موراتينوس على التزام الاتحاد الاوروبي التام باحياء عملية السلام لا سيما بعد الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، واشار الى ان المحادثات التي اجراها ورئيسة الاتحاد في اسرائيل كانت بناءة، اذ ابدى رئيس الوزراء الاسرائيلي التزامه اعادة اطلاق عملية السلام على المسارات كافة املاً في التوصل الى تسوية نهائية على كل المسارات بما فيها المسار اللبناني.