} دافعت الولاياتالمتحدة مجدداً عن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الرئيس السابق للجنة "اونسكوم" السفير رالف اكيوس ليرأس اللجنة الجديدة التي كلفت مراقبة برامج التسلح في العراق. وانتقدت واشنطن معارضة فرنساوروسيا والصين الترشيح، فيما اعتبرته بغداد دليلاً على "نيات مبيتة لتهيئة ظروف تمهد لعدوان جديد" على العراق". وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أمس ان حكومته يمكن أن تقبل بترشيح شخص آخر غير اكيوس لإنهاء المأزق الذي وصلت إليه مسألة تعيين رئيس للجنة الجديدة. بغداد، واشنطن، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعتبرت الصحافة الرسمية العراقية أمس ان ترشيح اكيوس لرئاسة اللجنة الجديدة المكلفة المراقبة والتحقق في العراق "يدل على وجود مخطط تآمري ونيات عدوانية ضد العراق". وكتبت صحيفة "بابل"، التي يشرف عليها عدي صدام حسين، النجل الأكبر للرئيس العراقي، ان "الاجماع في مجلس الأمن يعد ضرورياً ومطلوباً، أما أن يُفرض الأمر فرضاً فذلك يدل على وجود مخطط تآمري ونيات شريرة مبيتة ضد العراق، لتهيئة ظروف تمهد لعدوان جديد بذريعة عدم الالتزام بقرار أصدره مجلس الأمن". ورأت ان "اصرار الإدارة الأميركية على ترشيح من تعترض عليه ثلاث دول أساسية في المجلس، هي روسيا والصين وفرنسا، يؤكد مجدداً عزلة الإدارة واستهتارها بالعلاقات الدولية ومبادئها". ونددت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم باكيوس، معتبرة أن له "تاريخاً أسود" عندما كان رئيساً للجنة الخاصة اونسكوم. وزادت انه "أول من جعل اللجنة أداة أميركية صهيونية لفبركة المعلومات الكاذبة عن موقف العراق، واختلاق الذرائع وافتعال الأزمات لإطالة الحصار". وشددت على ان اكيوس هو الذي "أرسى تقاليد عمل اللجنة ووضع سياستها، ولم يكن خلفه ريتشارد بتلر سوى منفذ رديء لهذه السياسة". وأشارت إلى أن اندفاع أميركا في الدفاع عن اكيوس بقوة وحماسة "طبيعي، وكذلك ان تعرب عن أسفها لرفض فرنساوروسيا والصين هذا الترشيح. فاكيوس هو خير من ينفذ سياستها، لأنه وكيل جاهز لا يحتاج إلى اغراء واستدراج وتعليم وتربية". ووصفت الصحيفة الطريقة التي دافعت بها واشنطن عن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لاكيوس بأنها "تثير السخرية"، وردت على اتهام معارضة الترشيح بأنها تضعف الأمين العام في أداء مهماته، وأضافت: "من همش دور الأمانة العام للأمم المتحدة وأضعف دور الأمين العام ووجه النقد المباشر الصريح غير مرة إلى الأمين العام؟ من فعل ذلك غير أميركا"؟ واشنطن وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن جدد ليل الأربعاء دعم واشنطن ترشيح اكيوس لرئاسة "انموفيك"، معتبراً أنه "يناسب هذه المهمة تماماً"، ومعرباً عن أمله ب"دعم مجلس الأمن بكامله" الترشيح الذي طرحه أنان. وتابع روبن ان "من السخرية رؤية الدول التي هي من أشد المدافعين عن دور الأمين العام، تشكك في اقتراحه"، و"من اقصى التهور لتلك الدول أن تسمح للعراق بأن تكون له سلطة الفيتو على قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بمراقبة أسلحته". واكتفى الناطق، الذي وجه اتهامات مباشرة إلى فرنساوروسيا بمعارضة ترشيح اكيوس في تصريحاته الثلثاء، بالقول إنه كان يدلي ب"ملاحظات عامة". على صعيد اخر، أكد مصدر في لجنة العقوبات أن اللجنة وافقت مبدئياً على الاستماع إلى مسؤول بارز في الأممالمتحدة حذر من ابقاء حساب العائدات النفطية العراقية في مصرف واحد. وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي نبه جوزف كونور مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية إلى أنه "ليس من الحكمة تركيز كل الأموال في بنك ناسيونال دو باري باريبا، لأسباب عملية فضلاً عن الأسباب الائتمانية". ويبلغ اجمالي المبلغ 7.5 بليون دولار من عائدات النفط المسموح لبغداد ببيعه لشراء المواد الغذائية والأدوية وضروريات إنسانية أخرى. واعتبر كونور أن "زيادة تركيز الأموال في ناسيونال دو باري باريبا تفرض اخطاراً استثمارية".