أجرى الرئيس بيل كلينتون أمس اتصالاً هاتفياً طويلاً مع الرئيس حافظ الأسد استمر حوالى الساعة جرى خلاله التداول في تأجيل المفاوضات السورية - الإسرائيلية التي كان مفترضاً ان تبدأ اليوم الأربعاء، وكيفية معاودتها. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر إن المكالمة كانت "مثمرة كونها ساعدت على مراجعة كل القضايا" المطروحة على المسار. في غضون ذلك، تراشقت سورية وإسرائيل، أمس، بالتصريحات عبر وكالة "رويترز" التي نقلت عن مسؤول سوري قوله "إن المطلوب الآن تعهد إسرائيلي خطي بالانسحاب الشامل من الجولان حتى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967، ويتعين على الولاياتالمتحدة بصفتها الراعي الأساسي لعملية السلام ان تزيل العقبات التي وضعتها إسرائيل وأدت إلى تأجيل الجولة الثالثة" من المفاوضات. وصرحت ناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه لن يرد على الطلب السوري. ونقلت مصادر مطلعة في بيروت إلى "الحياة" الرواية السورية للأسباب التي أدت إلى تأجيل المفاوضات، فركزت على أن موعد 19 الجاري لاستئناف التفاوض حدده الجانب الأميركي ولم يتفق عليه مع الجانب السوري، كما تحدثت عن "استفزازات ثلاثة" ارتكبها الجانب الإسرائيلي من دون ان يتعامل بجدية مع مسألة الانسحاب وترسيم الحدود. راجع ص4 وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، في خطاب لها أمس في جامعة جون هوبكينز سايس أن الجانبين السوري والإسرائيلي يرغبان في السلام، لكن التفاوض حوله "يبقى مهمة صعبة جداً". وقالت إن الطرفين يريدان التأكد من أن "حاجاتهما سيتم بحثها أولاً، والتحدي الذي يواجهنا هو ايجاد وسائل للتقريب في المواقف إلى درجة يمكن معها حل كل هذه الحاجات في آن". وأوضحت أولبرايت ان على الطرفين "التغلب على الكثير من المشاكل لكي يتمكنا من النجاح". وتوقعت أن "تمر المفاوضات بصعوبات وعقبات قبل التوصل إلى الانجاز المطلوب". واعتبرت أن تأجيل جولة المفاوضات الحالية أو تأخيرها قد يكون سببه رغبة الجانبين في درس خطواتهما المقبلة. وشددت على ان الفرصة لا تزال متوافرة لتحقيق السلام على كل المسارات وان الولاياتالمتحدة عازمة على مساعدة الأطراف لتحقيق السلام. مذكرة باجتماع الرئيس كلينتون المقبل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غداً الخميس وبأنها سترأس مع وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف اجتماعات اللجنة المتعددة الأطراف في موسكو اواخر الشهر الحالي. ورفضت اولبرايت ان تصف تأجيل المفاوضات السورية - الإسرائيلية بأنه احدث "صدعاً كبيراً" في عملية السلام، وقالت ما حدث هو ان كل طرف قدم رأيه الخاص حول كيفية معالجة القضايا الأساسية التي تهمه وان كل طرف يريد ان تعالج قضاياه اولاً. مكررة ان واشنطن تسعى الى حل كل هذه القضايا في وقت واحد. وأشارت الى ان خبراء من الجانبين السوري والاسرائيلي سيحضرون الى واشنطن على الأغلب نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل للتداول في نص وثيقة العمل الأميركية التي قدمها الرئيس كلينتون الى كل من وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك، ولاعطاء ملاحظاتهم وتعليقاتهم عليها. وانتقدت اولبرايت عمليات التسريب للمفاوضات وقالت: "من الصعب جداً اجراء مفاوضات ديبلوماسية من هذا النوع، اذ وضعت كل من الدولتين مجوهرات تاجها على طاولة المفاوضات على أمل ان يتم ذلك بطريقة سرية. واعترفت اولبرايت بأن من الصعب جداً توقع المحافظة على السرية رغم ان كشفها غير مساعد، وقالت "ان رد فعلي على التسريبات هو انها غير مساعدة…". ونقلت "رويترز" عن "مصادر اعلامية" سورية قولها ان اجتماع الخبراء لن يؤدي الى نتيجة وانه يهدف الى سد الفراغ وعدم ترك المفاوضات منقطعة لفترة طويلة ما قد يؤدي الى تجميدها. وقال احد المصادر ان الخبراء "لا يملكون القدرة على اتخاذ القرار ومسألة الانسحاب من الجولان تتطلب قراراً سياسياً من باراك وحكومته وهو لم يتوصل الى هذا القرار على ما يبدو حتى الآن". ولفتت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى ان خبراء الجيش الاسرائيلي اعدوا خريطة للحدود مع سورية وان باراك طلب التكتم عليها. راجع ص3 لحود: نيات اسرائيلية ملتبسة وفي بيروت أكد الرئيس إميل لحود ان "لبنان الذي يعتمد ارفع درجات التنسيق مع سورية في موقعها الاختباري المتقدم في المفاوضات لا يزال يشعر حتى الآن بالتباس في النيات الاسرائيلية حيال عملية السلام". وجاء اول تعليق للرئيس اللبناني على تعثر المفاوضات على المسار السوري خلال استقباله مساء امس في القصر الجمهوري وفد الاتحاد الاوروبي برئاسة وزير خارجية البرتغال جايمي غاما والموفد الاوروبي الخاص للمنطقة ميغل انخيل موراتينوس ومسؤول الشؤون الخارجية في المجموعة الاوروبية خافيير سولانا والسفير الفرنسي في لبنان دانيال جوانو. وقال لحود "ينبغي لإسرائيل ان تقتنع بأن المفاوضات عملية تقوم على اعادة الحقوق كاملة الى اصحابها، لا على محاولة تحقيق مكاسب عجزت عن نيلها في الحرب او محاولة التهرب من واجبات اساسية يفرضها القانون الدولي عليها وأهمها منح حق العودة للاجئين الفلسطينيين". وأعرب عن شكره لجهود الاتحاد الاوروبي "من اجل دفع عملية السلام قدماً. وآمل بأن يتمكن الاتحاد بما له من ثقل اقتصادي وسياسي هام في المنطقة من اداء دور فاعل يسهل تحقيق السلام العادل والشامل". ورأى غاما ان "عملية السلام تمر في مرحلة صعبة" معرباً عن "قلقه لتوقف المفاوضات، ويخشى ان يؤدي ذلك الى تأخر انضمام لبنان اليها". ودعا الى تجاوز العقبات او المشكلات العالقة بين الاطراف المعنيين.