أكدت دمشق امس ان "الطريق ممهدة" امام استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وطالبت رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بأن يعلن عن استعداده للانسحاب الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو. وقال مسؤولون في البيت الابيض ل"الحياة" ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون سيوجه رسالة برقية الى نظيره السوري حافظ الأسد عبر السفارة في دمشق قد تصله في نهاية الاسبوع يعرض له فيها اجواء مناقشاته المطولة مع باراك. ويعقد هذا الاخير اجتماعه الثاني اليوم مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عند معبر ايريز في ظل تسريبات صحافية اسرائيلية اكدها مسؤولون وتقول انه سيعرض عليه صفقة. وتقوم هذه الصفقة على دمج المرحلة الثالثة من الانسحابات حسب اتفاق "واي ريفر" بمفاوضات الوضع النهائي مقابل "تساهل" اسرائيلي في موضوع الاسرى الفلسطينيين وموافقة على ان تنتقل الاراضي "المحررة" بموجب الانتشار الثاني الى المنطقة "أ" مباشرة وليس الى المنطقة "ب" الامر الذي يوفر تواصلاً جغرافياً لمناطق سلطة الحكم الذاتي الادارية والامنية. وقد استبق وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث الاجتماع بتأكيده رفض أي تأجيل ل"اتفاق واي" أو تعديل عليه.ومعروف ان باراك سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك الاحد. وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ان اللقاء يشير الى حرص باراك "على التشاور مع الرئيس مبارك بما يؤكد قناعته بالدور المصري في عملية السلام". وأضافت ان الكلام الاسرائيلي الاخير عن سورية "انهى العقبة التي حالت دون استئناف المفاوضات". وفي بيروت نقل السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد رسالة الى الرئيس اللبناني إميل لحود من كلينتون عن نتائج مفاوضات باراك في واشنطن مؤكداً على وجود فرصة جدية جديدة في المنطقة لسلام عادل وشامل راجع ص6. وقال ساترفيلد ان كلينتون متفائل بإحراز تقدم في السلام وباستئناف المفاوضات على المسارات كافة في اسرع وقت ممكن. ولم يشأ ساترفيلد التحدث عن مواعيد محددة لاستئناف المفاوضات، لكنه رأى ان الخطوة الأهم من جميع الأفرقاء تخفيف حدة التوتر في جنوبلبنان وتجنّب الأعمال الإستفزازية. وأشار ساترفيلد، الذي اجتمع ايضاً مع رئىس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص وأطلعه على مضمون الرسالة، الى ان كلينتون "ملتزم شخصياً بذل كل جهد ممكن مع شركائنا لدفع العملية السلمية". وتحدث السفير الاميركي عن مسائل لبنانية مهمة تشكل جزءاً كبيراً من العملية السلمية. وقال "ان برنامج زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة لم يحدد بعد". وأكد لحود بعد لقائه ساترفيلد على "وحدة المسار والمصير مع سورية وإصرار لبنان على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم، وأن حقنا سنسترجعه من دون ان تفرض علينا أي شروط". وذكرت مصادر الحص ل"الحياة" ان ساترفيلد "نقل اليه تطمينات اميركية الى ان الاجواء ايجابية بالنسبة الى استئناف المفاوضات وأن باراك جدي وراغب في التوصل الى السلام". وأضافت المصادر ان الجانب الاميركي "تمنى التعاون من اجل تسهيل استئناف التفاوض في المرحلة المقبلة، في وقت غير بعيد". وفي دمشق أكدت سورية امس ان "الطريق ممهدة" أمام استئناف المفاوضات السورية - الاسرائىلية لاحلال السلام بين الطرفين، رداً على اعلان داني ياتوم مستشار رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات "من حيث توقفت" في شباط فبراير 1996. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان كلام ياتوم "خطوة جيدة في حال كان يعني التزام الانسحاب الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967". وقال نائب الرئيس السوري الدكتور محمد زهير مشارقة في خطاب القاه امس: "سورية ترحب بأي خطوة حقيقية للعودة الى طاولة المفاوضات واستئنافها من النقطة التي توصلت اليها وتوقفت عندها". وزاد ان الحديث عن استئناف المفاوضات "من دون التزام مقوماتها لا يعدو كونه حلقة مفرغة في سلسلة من المماطلات". وبثت اذاعة دمشق امس ان تصريحات ياتوم تعني "ان الطريق باتت ممهدة امام انطلاقة جديدة للمحادثات السورية - الاسرائىلية لإقرار سلام عادل وشامل"، وأشارت الى ان باراك "طرق الباب الصحيح ووضع الحصان امام العربة" عندما طرق باب المسارين السوري واللبناني، لكن الاذاعة اكدت ان ذلك لا يعني ان "المفاوضات ستحقق كامل اهدافها بمجرد استئنافها لأن محادثات واشنطن وماريلاند كانت شاقة، ولم تنته الى ما انتهت اليه باقرار رئيس الوزراء الاسرائىلي الاسبق اسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان، الاّ بعد محادثات صعبة، وكذلك لا بديل من اقرار التكافؤ الامني وسبل ترجمة هذا التكافؤ الى اجراءات ميدانية". وفي عمان صرح رئيس المؤتمر الشعبي الفلسطيني خالد الفاهوم انه على استعداد لنسيان "اوسلو" و"واي ريفر" من اجل توحيد الجهود الفلسطينية عشية استئناف مفاوضات الوضع النهائي بين منظمة التحرير واسرائيل. واعتبر ان انجاز السلام على المسار السوري سيمكن دمشق من "دعم الفلسطينيين والتنسيق معهم في ما يخص مفاوضات الحل الدائم".