نفذت أجهزة الامن السودانية حملات بحث في شرق البلاد عن المتورطين في حادث تفجير انبوب النفط قرب مدينة سنكات المتاخمة لأريتريا الاحد الماضي ، وضبطت السلطات منشورات وزعت في مدينة بورتسودان بعد يوم واحد من الحادث تتحدث عن المعاناة في شرق السودان وتطالب بالاقتسام العادل للثروة والسلطة، فيما نفى وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسأي الذي يزور السودان حاليا تورط بلاده في الاعتداء. وأشارت تقارير في الخرطوم الى أن منفذي التفجير هربوا مستخدمين جمالا. وحملت السلطات السودانية تنظيم قبائل البجا المعارض مسؤولية الحادث. وتعيش قبائل البجا في المنطقة ويمتد وجودها الى داخل الحدود الاريترية. يذكر أن التنظيم أحد الفصائل المسلحة في "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. من جهة أخرى، أ ف ب نفى وزير الخارجية الاريتري الذي يزور السودان حاليا تورط بلاده في الحادث ، واكد ان "الاعتداء على انبوب النفط لم يشن انطلاقا من الاراضي الاريترية". واضاف ان حكومة بلاده لن تسمح بشن نشاطات معادية للحكومة السودانية انطلاقا من اراضيها. الى ذلك، دان قياديون في المعارضة في داخل البلاد تفجير انبوب النفط مكررين تأييدهم لخيار الحل السلمي للنزاع مع الحكومة السودانية. ودعا هؤلاء الحكومة الى عدم التعامل بردود الافعال مقللين من حجم التفجير مقارنة بالتحديات التي تواجه السودان. وقال القيادي في الحزب الاتحادي علي محمود حسنين ان "موقف الحزب ثابت وهو ادانة اي عمل يستهدف المنشآت المدنية الاقتصادية". واضاف أن "اي حادث ينبغي ان لا يؤثر علي الوفاق حتي ولو نسف انبوب النفط كله". ووصف القيادي في الحزب الشيوعي فاروق كدودة عملية التفجير بأنها تمثل "استفزازا لمشاعر الشعب السوداني". وعقد مسؤلو حزب الامة المعارض في الداخل اجتماعا ناقش انعكاسات التفجير علي مسيرة الحل السياسي الشامل وامتنعوا عن الإدلاء بأي تعليق في شأن قضية التفجير. واكد زعيم الحزب السيد الصادق المهدي في تصريحات نشرت في الخرطوم أمس ان "اعمالا مثل هذه لن يسمح بارتكابها في المستقبل". وقال لصحيفة "اخبار اليوم" ان الاعتداء "قد يكون من تدبير فصائل غير خاضعة للسيطرة" من دون تقديم مزيد من المعلومات.