استهدفت عملية تفجير جديدة أنبوباً للنفط السوداني فجر أمس، مما ينذر بتصعيد جديد يأتي في أعقاب إتفاق سياسي على حل سلمي للنزاع في السودان وقعه الرئيس عمر البشير وزعيم حزب الامة المعارض السيد الصادق المهدي. وأوضحت مصادر أمنية في الخرطوم ل"الحياة" أن "قنبلة زرعت تحت خط توريد النفط في منطقة أركويت" على بعد 120 كيلومتراً جنوب شرقي ميناء بورتسودان، التي تقطنها قبائل البجا والرشايدة. ونشأ تنظيمان معارضان أخيرا في المنطقة ينتميان الى القبيلتين وأقاما معسكرات صغيرة في أريتريا المجاورة. وإنضم تنظيم "مؤتمر البجا" الى "التجمع الوطني الديموقراطي"، في حين لم ينضم تنظيم "الاسود الحرة" الذي يضم عناصر من الرشايدة الى التجمع. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. يذكر ان "التجمع" أعلن مسؤوليته عن حادث مشابه وقع في 20 أيلول سبتمبر الماضي. ووصف وزير الطاقة السوداني الدكتور عوض الجاز في بيان مقتضب وزعته "وكالة الانباء السودانية" التفجير بأنه "صغير وأثر على منطقة طولها متران من الانبوب". وأكد ان "ضخ النفط سيستأنف بصورة عادية ومن دون تأثير على وضع الامدادات". ورفضت مصادر في المعارضة التكهن في شأن الجهة المسؤولة عن الحادث خصوصا أنه لم يصدر أي إعلان في شأنها حتى مساء يوم أمس. وأوضحت رواية المصادر الامنية أن المنطقة التي أصيبت "بعيدة من خط التصدير" الذي بدأ الضخ فيه في أيلول سبتمبر الماضي، وأن هذا الخط يعتمد عليه منذ سنوات لإستيراد النفط. وقالت إن مكان الحادث الذي وقع في الواحدة والنصف صباح الاحد بتوقيت السودان يبعد نحو خمسة كيلومترات من نقطة تفتيش تابعة للجيش الذي هرع بعض جنوده الى مكان الحادث وتمكنوا من إطفاء النيران في غضون ثلاث ساعات. وذكرت أن معلومات أولية أفادت أن القنبلة دفنت في وقت سابق على عمق متر واحد تحت الارض، وأن آثار جمال وجدت في مكان الحادث. ولاحظت أن الجهة التي نفذت الحادث "إعتمدت على دعم لا يتوافر لقوات القبائل والتنظيمات العسكرية الصغيرة في أريتريا". ورفضت الخوض في إتهامات في شأن الجهة المسؤولة عن الحادث أو ما إذا كان يستهدف إتفاق "نداء الوطن" بين البشير والمهدي. وقالت مصادر مطلعة ل"التجمع" ان أياً من فصائله لم يشارك في هذا العمل، وان المعارضة تنظر اليه على انه "عمل داخلي وقع في اطار الصراع داخل النظام". وينتظر ان يصدر "التجمع" بياناً اليوم يوضح فيه موقفه من العملية.