قوبلت عملية تفجير أنبوب النفط السوداني باستنكار شعبي واسع في الخرطوم وشهدت العاصمة ومدن البلاد الكبرى تظاهرات إحتجاج على ضرب النفط. واعلنت السلطات تعزيز إجراءاتها الامنية في مناطق انتاج النفط وتصديره، وأكدت أنها أكملت عمليات اصلاح الاعطاب الناجمة عن الانفجار ومعاودة تصدير النفط. وشهدت أوساط السودانيين جدلا في شأن التنظيم المسؤول عن الهجوم بعد إعلان "التجمع الوطني الديموقراطي" أمس أن "وحدة خاصة تابعة لاحدى فصائل القيادة المشتركة" نفذت الهجوم. وإستنكر الامين العام لهيئة شؤون أنصار المهدي السيد عبدالمحمود أبّو "هذا العمل التخريبي المشين الذي لا يشبه الانصار"، في حين إمتنع زعيم الانصار وحزب الامة السيد الصادق المهدي عن التعليق على الحادث مكتفياً ببيان "التجمع". وقال ل "الحياة" إن "موقفنا في حزب الامة سيعلن في الوقت المناسب". ونفى زعيم قوات التحالف السودانية السيد عبدالعزيز خالد أن يكون تنظيمه نفذ العملية، لكنه أكد ل "الحياة" أن "مواقع النفط هدف عسكري مشروع للمعارضة"، معرباً عن تأييده للعملية التي اعتبرها "درساً للشركات المستثمرة والنظام". وقال أبّو ل "الحياة" في الخرطوم أمس إن "الانصار يدينون هذا العمل التخريبي المشين الذي لا يشبههم". وأشاد خصوصاً بقول وزير الداخلية عبدالرحيم محمد حسين أن "أعضاء حزب الامة وكيان الانصار في الداخل لن يضاروا حتى إذا ثبت تورط بعض قياداتهم في الخارج في الحادث". وتوقع أبّو أن يصدر الحزب في الخارج بيانا في شأن الموضوع ينفي عن أعضائه أي مسؤولية عن الهجوم الذي اعتبره "مشيناً لأنه يتعلق بمصلحة للشعب والبلاد يفترض أن تكون بعيدة عن الاستهداف والصراع السياسي". ولاحظ مراسل "الحياة" في الخرطوم أستنكار قطاعات واسعة من السودانيين الاعتداء الاول على المشروع النفطي. وأوضح أن التظاهرات التي شهدتها الخرطوم ومدن أخرى انتقدت المعارضين بشدة وركزت على مخططات أجنبية ضد السودان. وردد مسؤولون سودانيون تلميحات الى إحتمال تورط الحزب الشيوعي في العملية باعتبار أنه متضرر من التسوية السلمية المحتملة. وأعلن وزير الطاقة السوداني عوض الجاز أمس "إكمال اصلاح الاعطاب الناجمة عن الانفجار ومعاودة ضخ النفط الى ميناء بورتسودان لتصديره". ويبلغ معدل الضخ الحالي 150 ألف برميل يومياً وهو مستمر منذ بدء تصدير النفط الشهر الماضي. واعتبرت شركة "تاليسمان إينرجي" الكندية التي تتولى استخراج النفط أن "الحادث طفيف" وأن "الضرر محدود". وتوقعت معاودة التصدير في غضون ثلاثة أيام على أقصى تقدير. في القاهرة، إمتنع الناطق الرسمي بإسم القيادة المشتركة لقوات "التجمع" عبدالرحمن سعيد تحديد التنظيم أو التنظيمات المعارضة التي نفذت العملية وإكتفى في بيان أصدره أمس بالقول أن "وحدة خاصة تابعة لاحدى الفصائل القيادة العسكرية المشتركة تمكنت من تفجير خط أنابيب النفط على بعد 14 كيلومتراً من مدينة عطبرة". وقال إن "الدمار في الخط غطى مسافة 200 متراً"، وإن هذه القوات "عادت صباح الثلثاء الى قواعدها الخلفية في المناطق المحررة". واعتبر أن العملية "دليل على قدرة قواتنا على الوصول لخط الانابيب"الذي يبلغ طوله 1610 كيلومتراً. وقال إن العملية "رد على تبجح النظام"، مشيراً الى أن الايام الماضية "شهدت إعتداءات من النظام على المناطق المحررة". وقال إن قوات المعارضة "ستواصل تصديها بعمليات تقليدية وخاصة على صلف النظام حتى يركن الى الحل السلمي". وشهدت أوساط المعارضين السودانيين في القاهرة حالة من الترقب لمعرفة تأثيرات الحادث في الخرطوم. وعقد قياديون في المعارضة إجتماعات عدة في العاصمة المصرية أمس.