تبنت جماعة اسلامية مسلحة أمس قتل نحو 27 عسكرياً جزائرياً سقطوا في مكمن في منطقة تيزي وزو منطقة القبائل، 90 كلم شرق العاصمة. وجاء هذا التبني في وقت افادت صحف جزائرية ان 19 شخصاً قُتلوا بعد ظهر الجمعة في جيجل 220 كلم شرق الجزائر. وتلقت "الحياة" أمس بيانين من "الجماعة الاسلامية المسلحة - المنطقة الثانية" برئاسة حسان حطاب أبو حمزة يؤكدان مسؤولية هذه المجموعة - المنشقة عن قيادة عنتر الزوابري "الامير الوطني" ل "الجماعة" - عن قتل عشرات العسكريين في بلدية بوغني التابعة لولاية تيزي وزو. وفيما اكتفى البيان الاول باعلان مسؤولية "كتيبة النور" في "الجماعة" عن قتل العسكريين، رد البيان الثاني على أنباء صحافية في الجزائر افادت ان القتلى مدنيون. وذكر هذا البيان ان "الجماعة" نصبت "مكمناً محكماً" ل "قافلة للجيش" تتكون من ثلاث عربات، وان اشتباكاً وقع بين الطرفين استمر نحو ساعة. وأعلن ان "نحو 40" عسكرياً قتلوا في المكمن وان المسلحين استولوا على اسلحة كان الجنود يحملونها بينها رشاشات وقنابل وأجهزة اتصال وبدلات عسكرية. وذكرت صحف جزائرية ان العسكريين الذين سقطوا في المكمن ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم. لكن اياً من بياني "الجماعة" لم يعلن عن خسائر في صفوفها. ولم يمكن الحصول على تأكيد لمعلومات هذه "الجماعة" من مصدر مستقل. وكرر البيانان ان مسلحي "الجماعة" في المنطقة الثانية لا يشتركون في المجازر ضد المدنيين التي تحصل في المناطق الجزائرية وتُلقى المسؤولية فيها على "الجماعة" التي يرأسها الزوابري. ومعروف ان "أمير" المنطقة الثانية حسان حطاب يعارض الزوابري في سياسة قتل المدنيين، لكنه يلتقي معه عند رفض الهدنة مع الحكم الجزائري. وأفادت معلومات ل "الحياة" ان حطاب رفض عرضاً من "جيش الانقاذ" بالانضمام الى الهدنة. الى ذلك، أوردت صحف "الوطن" و"ليبرتي" و"الخبر" ان 19 شخصاً قتلوا بعد ظهر الجمعة في منطقة جيجل. ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان من المنطقة ان ثمانية اشخاص آخرين جرحوا في الهجوم الذي شنه مسلحون اسلاميون. وذكرت الوكالة ان السكان لم يوضحوا هل القتلى مدنيون ام عسكريون. ولم تستطع مصادر في "الجماعة المسلحة" اتصلت بها "الحياة" هاتفياً تأكيد الخبر أو نفيه. لكنها أوضحت ان "الجماعة المسلحة" التي تنشط في منطقة جيجل يرأسها "ابو طلحة الجِنويسي" الذي يعمل بالتنسيق مع "المنطقة الثانية"، وهو من المنشقين عن الزوابري ايضاً. واذا كان حادث قتل العسكريين في تيزي وزو يُضعف على الارجح القادة العسكريين دعاة الاتصال بالجماعات المسلحة لإقناعها باعلان وقف القتال او تسليم السلاح، فإن العملية الثانية تُضعف موقف "الجيش الاسلامي للانقاذ" إذ تُظهره على انه غير قادر على التحكم بالهدنة حتى في منطقة تُعتبر تقليدياً منطقة نفوذ له. ولم يصدر تعليق من السلطات على اي من الحادثين. ونقلت "رويترز" عن صحيفة "الخبر" ان القوات الحكومية تحاصر في ولاية تلمسان أكثر من 100 من أفراد القوات الخاصة ل "الجماعة الاسلامية المسلحة" وهي أكثر الجماعات المتشددة دموية في الجزائر. وتبعد تلمسان 440 كلم غرب الجزائر العاصمة. وأضافت ان المتشددين المحَاصرين من عناصر قوة "الكتيبة الخضراء" في "الجماعة". وتقول تقديرات غربية ان أكثر من 65 ألف شخص قتلوا في الجزائر منذ عام 1992 عندما ألغت السلطات انتخابات عامة حققت الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة حالياً تقدماً كبيراً فيها. لكن رئيس الحكومة السيد أحمد أويحيى حدد هذا الشهر عدد القتلى بنحو 26 ألفاً فقط.