ذكرت مصادر موثوق بها، صباح أمس، أن مدني مزراق "أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ" المنحل، نجا بأعجوبة من عملية اغتيال نفذها محمد شلي "أمير جيش الإنقاذ" في ولاية جيجل شرق ليلة الخميس - الجمعة. ولم ترد تفاصيل عن ظروف العملية. وقالت المصادر ذاتها ان محمد شلي أخذ على مزراق اتخاذه قرار حل "جيش الإنقاذ" وعقده مشاورات معمقة مع موفد من الأمن العسكري، مساء الثلثاء، من دون تشاور مع "هيئة أركان جيش الإنقاذ". وحتى المساء لم تكن وردت معلومات عن مصير محمد شلي. في غضون ذلك، ذكرت مصادر عليمة في منطقة تمزقيدة ولاية المدية 95 كلم جنوب العاصمة أن عناصر في "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" التي يقودها علي بن حجر، بدأوا النزول من مواقعهم. وغير معروف هل استفادوا من العفو الرئاسي أم أن عودتهم تتم في إطار تدابير قانون الوئام المدني. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قرر العفو الشامل عن جماعة مزراق من دون سواها من الجماعات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني جزائري ان حسان حطاب الذي يقود "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أجرى مفاوضات مع الاستخبارات الجزائرية، وانه موافق على تسليم نفسه مع عناصره شرط نيلهم عفواً شاملاً مماثلاً للعفو الذي صدر في حق جماعة مزراق. وقال المسؤول الأمني ان الجيش رفض شرط حطاب، مؤكداً ان استسلامه يجب ان يندرج في إطار قانون الوئام يتضمن تخفيضاً للعقوبات وليس الغاء لها. لكن المسؤول أكد ان جماعة حطاب أعدّت بياناً تؤكد فيه استسلامها، وان البيان مؤرخ في 13 كانون الثاني الجاري موعد انتهاء العمل بقانون الوئام. ولم يتم التأكد من معلومات "رويترز"، لكن مصادر أمنية أكدت ل"الحياة" ان عملية اغتيال الشيخ "أبو أسامة" ليل الأربعاء - الخميس كانت تهدف الى عرقلة اتصالات تجرى مع جماعة حطاب لتسليم نفسها. وقتل "أبو أسامة" أحد عناصر هذه الجماعة. وكان الشيخ أحد أبرز قنوات الاتصال مع "الجماعة السلفية". وذكرت شهادات من مرتفعات تكسانة في جيجل خمسة كيلومترات عن مقر قيادة "جيش الإنقاذ" أن جرارات عدة انتقلت صباحاً نحو مواقع كان يقيم فيها عناصر "الإنقاذ". وقيل ان الهدف من العملية تنقية المواقع التي أخلاها "جيش الإنقاذ" وتحضير مواقع بديلة يتمركز فيها الجيش الجزائري في جبال البابور الممتدة على طول منطقة الشرق الجزائري. ووزعت وكالة الأنباء الجزائرية مساء امس بياناً اصدره أمير "الرابطة الاسلامية للدعوة والجهاد" علي بن حجر اعلن فيه حل جماعته، مشيراً الى انها "لم تدخر جهداً لدعم عملية السلم الى شاطئ الأمان".