التحق نحو 52 عنصراً من "الجيش الاسلامي للانقاذ" الجزائري بذويهم مساء أول من امس في مدينة الطاهير التابعة لولاية جيجل 350 كلم شرق الجزائر. كما التحق بالهدنة 50 مقاتلا في غليزان و37 في الشلف. وجاء ذلك في أول خطوة نحو تطبيق الاتفاق بين قيادة الأمن العسكري وجماعة مدني مزراق لتفكيك تنظيم الاخير، وإنشاء قوة قتالية بديلة يكون هدفها الأساسي ضرب الجماعات المسلحة الرافضة للوئام المدني في الجزائر. وفي الساعة الواحدة ليلاً، بتوقيت غرينتش، دخلت المجموعة التي يقودها الأمير فاروق، وهو عسكري سابق عمل مساعداً لمزراق، مدينة الطاهير في ثلاثة باصات ترافقها وحدات من الجيش أمنت لها الطريق الى مركز الشباب حيث غادروا المنطقة صباح امس. وحسب مصادر عدة، فإن عناصر الهدنة توافدوا من مناطق في الولاية مثل تمزقيدة والقنار وأم الحوت حيث المقر العام لقيادة مدني مزراق في مرتفعات تكسانة. وذكرت مصادر اخرى ان عدداً كبيراً من عناصر الهدنة "تنظيم الجماعة المسلحة، جيش الانفاذ" التحقوا بذويهم مساء الجمعة في عدد من المناطق الاخرى مثل تاجنة وقاوس والأمير عبدالقادر ومناطق اخرى من دون كشف عددهم. وأشارت صحيفتي "الوطن" و"لاتربين" ان عدد عناصر الهدنة المعنيين بمغادرة معاقلهم منذ مساء الجمعة هو 250 عنصراً كمرحلة اولى. وذكرت مصادر مطلعة ان عناصر من "الجماعة" وتنظيم مزراق التحقوا، مساء الخميس، بإحدى الثكنات حيث سلموا اسلحتهم لقوات الأمن العسكري قبل ان ينزلوا الى المدن في اليوم نفسه. وفضل عدد كبير من الفضوليين من ابناء المدينة، مرافقة الصحافيين قرب مركز الشباب في دائرة الطاهير حيث بقي 28 عنصراً من جماعة الهدنة في المركز الى ساعة متقدمة من المساء، وشوهدوا يرتدون ملابس افغانية. وذكرت مصادر اعلامية ان مفتي جماعة مدني مزراق، الشاعر الجامعي عيسى لحيلح شوهد يجول في المدينة برفقة احد الجامعيين الذين التحقوا بالجبال سنة 1993، وأفادت مصادر مطلعة ان اللجان المعنية شرعت، مساء الخميس، في معالجة ملفات 250 فرداً وفدوا اليها في المركز الأمني في ولاية جيجل وقد منحت هذه اللجان مقررات اعفاء من المتابعة القضائية لحوالى مئة عنصر يتوقع ان يكون نزل نحو 40 منهم من الجبال الى ذويهم مساء امس. وكان متوقعاً ان تشهد مناطق اخرى في البلاد الاجراءات نفسها، خصوصاً في الشلف معقل جماعة بن عائشة وفي سوق أهراس 600 كلم شرق الجزائر. لكن ذلك لم يحدث علماً ان الهيئات المدنية والعسكرية في هذه الولاية تستعد منذ اسبوعين لتنظيم عمليات استقبال المعنيين وضمان الفطور في المساء. الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة ان السلطات الامنية والمدنية اقامت في المنطقة المسماة المزرعة في الحدود بين ولاية سوق اهراس قالمة مركزاً لتسليم الاسلحة ومعالجة ملفات جماعة الهدنة يتوقع ان يستوعب نحو 2000 عنصراً خلال الساعات او الأيام المقبلة حيث لم يتم بعد تحديد تاريخ معين للعملية. وذكرت يومية "الصحافة"، أمس، ان 17 فرداً من جماعة الهدنة التحقوا مساء الجمعة بمركز بن شرقي ولاية قسنطينة. وتوقعت المصادر نفسها ان يلتحق عدد آخر بالمركز خلال الأيام المقبلة.