في ظاهرة غير مسبوقة، أصدر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ورئيس الأركان أناتولي كفاتشنين بياناً مشتركاً لنفي "الخلافات" بينهما ازاء الحرب الشيشانية، فيما أصدر الرئيس بوريس يلتسن عفواً عن قطب شيشاني كان حكم بسبب اختلاس أموال بمشاركة رجل أعمال إسرائيلي، ويتوقع "ترشيحه" لرئاسة "حكومة منفى" جديدة. وكانت صحف روسية أشارت إلى خلاف بين "الصقور" بزعامة كفاتشنين وعدد من الجنرالات الذين يقودون المعارك في الشيشان و"الحمائم" الذين صنف سيرغييف بينهم. وفي بيانهما المشترك، أكد أكبر قائدين للقوات المسلحة بعد رئيس الدولة، ان "جهات مغرضة ... تسعى لزرع انشقاق" في صفوف القيادتين السياسية والعسكرية"، وحذرا من خطورتها. وأشارت صحيفة "ازفيستيا" إلى ان لهذا الصراع امتداداً داخل الحكومة التي يؤيد رئيسها فلاديمير بوتين الأساليب القمعية في "تصفية الارهابيين"، فيما "لا يتحمس لها" وزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو الذي يقود كتلة "الدب" الانتخابية المدعومة من الكرملين. ولاحظ رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان اوشيف وجود "ترابط واضح" بين الحملة الانتخابية والحرب الشيشانية، وانتقد بشدة "خضوع السياسيين لميول العسكر" ورفضهم الحوار مع غروزني. وأكد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف مجدداً أمس رغبته في التفاوض مع موسكو لوقف القتال. وذكر نائب رئيس الوزراء كابزك ماخاشيف ان مسخادوف ترأس اجتماعاً للحكومة الشيشانية أعلن خلاله ان العمليات أدت حتى الآن إلى مصرع 4126 مدنياً "معروفة اسماؤهم"، وذكر أنه مستعد "لأي شكل من أشكال المفاوضات" لوقف الحرب. إلا أن القوات الروسية واصلت محاولاتها إحكام الحصار على غروزني وغوديرميس ولم تحقق أي تقدم. وعزا قائد المجموعة الشرقية الجنرال غينادي تروشيف ذلك إلى "تلكؤ" وحدات وزارة الداخلية في عمليات "تطهير وتمشيط" المواقع التي استولى عليها الجيش. بيد ان مراقبين يرون ان موسكو تعد لاستخدام "وحدات شيشانية" ضد غروزني. وافرج أمس عن بيسلان غانتيميروف الذي كان محافظاً لغروزني في عهد الرئيس جوهر دودايف ثم تمرد عليه وأصبح نائباً لرئيس الحكومة المتعاونة مع موسكو. ولاحقاً صدر عليه الحكم بالسجن لمدة ست سنوات بسبب تورطه مع رجل الأعمال الإسرائيلي اركادي غولود في اختلاس 57 بليون روبل رصد لإعمار الشيشان. وتوقعت مصادر مطلعة ان يكلف غانتيميروف رئاسة "حكومة منفى" أو يسند إليه دور في عملية اقتحام العاصمة الشيشانية.