} لوحظ ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش خفف لهجته تجاه الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي، فيما كشفت معلومات في روسيا ان واشنطن تعد "مؤامرة" لاطاحته واكمال هيمنتها على منطقة البلقان. في مقابلة نادرة معه عشية حلول الألفية، نشرتها صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس الجمعة، تجنب سلوبودان ميلوشيفيتش ذكر اسم الولاياتالمتحدة أو حتى مجرد التلميح اليها بسوء، متخلياً عن عاداته السابقة، ولم يستخدم كلمة "العدوان" الا مرة واحدة فقط حين قال: "سوف تتعاون يوغوسلافيا مع حكومات ومؤسسات ومنظمات الدول التي شاركت في العدوان، بقدر ما يتبين لنا حسن نواياها في مساعدتنا لازالة آثار الشر الذي كبدته لنا". وتزامنت المقابلة مع ما نقلته وكالة أنباء "ايتار - تاس" عن معلومات لوزارة الدفاع الروسية مفادها ان واشنطن "ستقدم دعماً قومياً للمعارضة اليوغوسلافية لاطاحة ميلوشيفيتش وبسط نفوذها على دول البلقان". وأضافت الوزارة ان "عملية اميركية لتقسيم البلاد يوغوسلافيا قد تبدأ في آذار مارس أو نيسان ابريل 2000، من خلال نشر قوات لحلف شمال الأطلسي في الجبل الأسود". وأوضحت ان واشنطن التي تريد تأمين "غطاء ديموقراطي" لاطاحة ميلوشيفيتش، تعمل بالتنسيق مع المعارضة اليوغوسلافية عبر زيادة المساعدة لها بما فيها التمويل. وأفادت المعلومات الروسية ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت التي تقود هذه المؤامرة على ميلوشيفيتش "تعول على الحرب في الشيشان القوقاز الروسي لتتمكن من القيام بهذه العملية من دون أن تشعر بالقلق من روسيا". وحسب "ايتار - تاس" فإن موسكو تعتبر أنه إذا نفذت واشنطن هذا المشروع فإن دول البلقان ستغرق في حال من اللااستقرار الدائم تحت النفوذ الأميركي، فيما ستجد روسيا نفسها مهددة من قبل الحلف الأطلسي. وفي خضم هذه المعلومات، نشرت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس، لقاء مع فوك دراشكوفيتش الذي يتزعم "حركة التجديد الصربية" القومية المعارضة، قال فيه: "نحيط النظام علماً بأنه سيواجه في شباط فبراير أو بداية آذار مارس المقبلين، تجمعات وتظاهرات شعبية عارمة في الشوارع والساحات إذا رفض ميلوشيفيتش اجراء انتخابات ديموقراطية، ويتعين على مواطني صربيا الاستعداد منذ الآن لمثل هذه التطورات التي ستتعلق بمستقبل يوغوسلافيا". ووصف عهد ميلوشيفيتش بأنه "نظام الاغتيالات السياسية والقتل والاعتقال اضافة الى الارهاب الموجه ضد وسائل الاعلام والعدالة". وكان دراشكوفيتش رفض المشاركة في الاحتجاجات التي شهدتها صربيا خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي اعتبرها في تصريحه "هزيلة وبعيدة عن الأهداف التي تستقطب المواطنين". وكانت معلومات ذكرت ان اجتماعاً "سرياً" عقد في كانون الأول ديسمبر الماضي بين مسؤولين اميركيين ومعارضين صرب لتنسيق المواقف في شأن الاطاحة بميلوشيفيتش، اضافة الى اجتماع زعماء المعارضة وبينهم دراشكوفيتش وزوران جينجيتش ورئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت في برلين الشهر الماضي. وقال ميلوشيفيتش في لقائه مع صحيفة "بوليتيكا" بخصوص مستقبل الجبل الأسود في الاتحاد اليوغوسلافي، ان "أفضل حل لهذه الجمهورية هو ذلك الذي يناسب شعبها فإذا رأى ان حياته خارج يوغوسلافيا أفضل فله الحق في هذا الاختيار، اما إذا أراد البقاء في يوغوسلافيا، فعليه في هذه الحال احترام القواعد الدستورية والالتزامات التي تفرضها عليه الحياة في دولة مشتركة مع الشعوب الأخرى. وإذا أرادوا تعديل دستور الاتحاد اليوغوسلافي فنحن لا نرفض ذلك، وننطلق في ذلك من إيماننا بأن الحياة المشتركة تكون جميلة إذا لم تفرض بالقوة، وتصبح قبيحة وصعبة في كل الأحوال اذا كان فيها ارغام". وفي شأن كوسوفو، اشار الى أن "الانفصالية الألبانية لم تستطع تحقيق هدفها حتى بمساعدة أقوى حلف في الكرة الأرضية". وأوضح قائلاً: "ان ضمان سيادتنا ووحدة أراضينا كان القبول بشروط وقف الحرب، ونحن ملتزمون بأي حل في اطارها الذي يحدده مشروع اهتيساري - تشيرنوميردين وقرار مجلس الأمن 1244، وكل ما يخالف ذلك نعتبره غير شرعي، ولا يستطيع أي كان أن يسلب منا كوسوفو، وان وجود قوات حفظ السلام تحت مظلة الأممالمتحدة مؤقت، وعلينا ان نتحمله ونتحلى بالصبر الكبير تجاهه". وتوقع ميلوشيفيتش ظهور قوة أوروبية - آسيوية بزعامة روسيا والصين والهند "وهو ما سيكون بداية لاقامة توازن عالمي جديد". وأشار الى أنه عاش أقسى المصاعب في حياته خلال 1999، والحدث الوحيد الجميل والمريح بالنسبة اليه هو أنه ميلوشيفيتش أصبح جداً ذلك ان ابنه ماركو أصبح أباً لطفل في العام المنصرم