بدأت السوق النفطية تستعد لارتفاع حاد في اسعار النفط التي قد تصل الى اعلى مستوى لها منذ حرب الخليج الثانية وهو 27 دولاراً للبرميل في الربع الاخير من السنة الجارية نتيجة ارتفاع الطلب وقرار منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك الابقاء على خفوضات الانتاج حتى آذار مارس المقبل. وتوقع محللون ان تبدأ اسعار النفط بالارتفاع في الايام القليلة المقبلة عندما تشعر السوق ببرودة طقس الخريف والنقص في الامدادات نتيجة التزام "اوبك" الخفوضات الانتاجية. وحذر هؤلاء المحللون من انفجار في الاسعار اذا لم تقرر "اوبك" رفع انتاجها من النفط الخام بأكثر من مليوني برميل يومياً عندما يجتمع وزراء نفط المنظمة في فيينا في آذار المقبل وذلك لمواجهة الزيادة الحادة المتوقعة في الطلب على نفطها. وقال جون تولستر من دار الوساطة "سوسيتيه جنرال ستراوس تورنبل" في لندن ان "السوق تتجه الى السخونة في الاسعار والشح في الامدادات نظراً لارتفاع الطلب في الخريف ونقص الامدادات من اوبك. ومن المحتمل ان يصل سعر خام بحر الشمال برنت الى 27 أو 28 دولاراً للبرميل وهو اعلى مستوى له منذ حرب الخليج الثانية عندما تجاوزت الاسعار حاجز 30 دولاراً للبرميل". واضاف في اتصال مع "الحياة" ان التوقعات تشير الى ان "متوسط الاسعار سيبلغ نحو 23.7 دولار في الربع الاخير، اي ان معدل سعر برنت لسنة 1999 سيصل الى 18 دولاراً للبرميل وهو من اعلى مستوياته في الاعوام الاخيرة". واشارت تقديرات مستقلة الى ان معدل الطلب على نفط "اوبك" سيصل الى نحو 29.3 مليون برميل يومياً على افتراض عدم السحب من المخزون وهو مستوى يزيد بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً على انتاج المنظمة الفعلي البالغ نحو 26.1 مليون برميل يومياً في الوقت الحاضر. وافاد خبراء في لندن ان الفائض في المخزون الدولي انخفض بشكل كبير في الربع الثالث نتيجة التزام "اوبك" شبه الكلي بقرارها خفض نحو 1.7 مليون برميل يومياً لانقاذ الاسعار التي هوت الى ما دون عشرة دولارات للبرميل مطلع السنة الجارية بسبب تراكم الفائض في السوق. وقال نائب مدير "مركز دراسات الطاقة العالمية" ليو درولاس ان "الفائض سيزول كلياً في نهاية السنة الجارية لكن المخزون لن يعود الى مستويات عام 1996 عندما كانت منخفضة جداً بسبب برودة الشتاء وارتفاع الطلب في آسيا". واتفق على ان الطلب على نفط "اوبك" سيصل الى نحو 29.3 مليون برميل يومياً وان الاسعار قد تصل الى 27 دولاراً للبرميل في الربع الاخير. وحض درولاس "اوبك" على رفع انتاجها سنة 2000 بأكثر من مليوني برميل يومياً في حين رأى تولستر ان الزيادة يجب ان تكون ثلاثة ملايين برميل يومياً. وقال تولستر: "نتوقع من اوبك رفع انتاجها السنة المقبلة لأن ذلك هو الخطوة المنطقية، اذ ان معدل الاستهلاك العالمي سيرتفع بنحو 1.7 مليون برميل يومياً وستستحوذ الدول المنتجة خارج اوبك على نحو 500 الف برميل يومياً فقط من هذه الزيادة 000 لذلك، فان عدم رفع الانتاج سيكون مشكلة لاوبك". وافادت تقديرات اخيرة ل "مركز دراسات الطاقة العالمية" ان متوسط سعر "برنت" سيبلغ 17.6 دولار للبرميل السنة الجارية، اي بزيادة خمسة دولارات على العام الماضي ما سيدر على دول "اوبك" دخلاً اضافياً يقدر بنحو 25 بليون دولار.