القدس المحتلة - "الحياة"، أ ب، رويترز، أ ف ب - اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان باراك يصر على ان توضح سورية وجهات نظرها بشأن نزع السلاح في مرتفعات الجولان قبل ان توافق اسرائيل على اعادة اي جزء من الهضبة الاستراتيجية. ولم تتمكن سورية واسرائيل من الاتفاق على شروط استئناف مفاوضات السلام التي توقفت بينهما عام 1996 على رغم الجهود الاميركية المكثفة في الاسابيع الاخيرة لاحياء هذا المسار من عملية السلام. وتطالب سورية بأن تعلن اسرائيل موافقتها على الانسحاب التام من مرتفعات الجولان التي احتلت عام 1967 كشرط لاستئناف المفاوضات. وظل باراك يرفض البحث في ما ستؤدي اليه المفاوضات من نتائج قبل ان تبدأ وذلك الى يوم الاثنين الماضي عندما قال لمستوطنين في الجولان حضروا احتفالاً بعيد يهودي ان "الكرة في ملعب سورية: عليها ان تقدم تعهداً بشأن الأمن مقابل تعهد بشأن الانسحاب". وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان باراك قال للمستوطنين: "انظروا، عندما نعرف ماذا سيكون عليه موقف الرئيس السوري حافظ الأسد من السياحة، ولبنان، والمياه. والانذار المبكر وترتيبات الأمن… يمكننا عندئذ فقط ان نقوم عمق الحل الوسط الجغرافي برغم انه سيكون مؤلماً". ونفى مكتب باراك رواية بثتها القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن الاجتماع مع المستوطنين نسبت الى باراك انه قال ان اسرائيل ستكون مستعدة لإعادة مرتفعات الجولان كلها كجزء من اتفاق.وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان باراك اشار بدلاً من ذلك - كما فعل في الماضي - الى ان معاهدة سلام مع سورية ستعني بالنسبة الى اسرائيل تنازلات قاسية. وقال باراك: "اقول بألم انه لا توجد حلول سهلة بشأن مرتفعات الجولان، واذا حصل ترتيب ديبلوماسي، فانه سيكون مؤلماً جداً". الى ذلك، عبّر اثنان من كبار مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عن موقفين يبدوان متناقضين ازاء مسألة استئناف مفاوضات السلام مع سورية، اذ قال مستشار باراك لشؤون الدفاع والسياسة الخارجية داني ياتوم للاذاعة الاسرائيلية امس انه يعتقد بأن المحادثات مع سورية ستسأنف في غضون اسابيع قليلة "لان دمشق تدرك ان ثمة فرصة الآن لتحقيق السلام". واضاف انه بينما تصرّ سورية على صيغتها لتجديد المفاوضات فانه يرى ان جمع الطرفين حول طاولة المفاوضات "ربما بمساعدة واشنطن" لن يكون امراً صعباً. من جهة اخرى اتهم حاييم رامون الوزير في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي سورية امس بفرض شروط "غير منطقية على الاطلاق" بشأن استئناف محادثات السلام التي توقفت منذ اكثر من ثلاث سنوات. وانتقد رامون دمشق لمطالبتها بأن تتقرر نتيجة المفاوضات حتى قبل ان تبدأ المحادثات وبألا تعقد قمة بين ايهود باراك والرئيس السوري حافظ الاسد الا في النهاية. وقال للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان كل هذه المطالب "مواقف تتعارض مع ما جرى دائماً في المفاوضات" وتصر سورية على ان اسرائيل وعدت سراً قبل توقف المحادثات في عام 1996 بالانسحاب من كل مرتفعات الجولان الاستراتيجية التي استولت علىها عام 1967. وقال رامون: "الطلب السوري غير منطقي على الاطلاق ببساطة". وتولى باراك زعيم حزب العمل السلطة منذ نحو ثلاثة اشهر. واضاف رامون: "رئيس الوزراء ايهود باراك وحكومة اسرائيل لا يزمعان ان يعلنا في بداية المفاوضات، وكشرط لبدء المفاوضات، اننا نحن دولة اسرائيل سننسحب الى حدود الرابع من حزيران يونيو". وقال رامون: "رئيس الوزراء ايهود باراك … اعلن عندما كان في المعارضة انه مستعد لتنازلات مؤلمة … واعلن ان عمق الانسحاب سيكون مساوياً لعمق السلام والترتيبات الامنية" . واضاف "نحن نعلم انه سيكون هناك ثمن اقليمي للسلام مع سورية، ومن المستحيل تلقي امر، واذا بقي موقفهم على هذا النحو - وبكل اسفنا - فإنه لن تكون هناك مفاوضات" .