أعلنت الحكومة الإسرائيلية رفضها استهداف المناطق الشمالية بصواريخ "حزب الله"، بعد ساعات على تنفيذ المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري للحزب تهديداتها بقصف المستعمرات الإسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا في حال استهدف القصف الإسرائيلي المدنيين. وذهب زعيم تكتل "ليكود" المعارض أرييل شارون إلى حد الدعوة إلى ضرب البنى التحتية في لبنان بقوة. تبنّت المقاومة الإسلامية مسؤولية إطلاق نحو 25 صاروخ كاتيوشا على مستعمرة كريات شمونة في شمال إسرائيل فجر أمس، "رداً على سقوط مدنيين في بلدة لبّايا في البقاع الغربي بالقصف الإسرائيلي" اول من امس. وجددت في بيان امس "تحذيرها للعدو من مغبة التمادي في استهداف المدنيين"، وأكدت "حقها في الرد والدفاع عن شعبها". وقال ضابط في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان "ان عشرين صاروخ كاتيوشا وقذيفة "هاون" اطلقت فجراً من جنوبلبنان في اتجاه شمال اسرائيل". ولم يحدد مكان وقوع الصواريخ والقذائف. لكن متحدثاً عسكرياً إسرائىلياً نفى سقوط كاتيوشا على كريات شمونة. وأعلن ان قذائف "هاون" استهدفت مواقع عسكرية اسرائيلية على الحدود مع لبنان سقطت في الأراضي الإسرائىلية من دون تسجيل إصابات وأضرار. وكان الجيش الإسرائيلي دعا ظهر امس سكان المستعمرات الى الخروج من الملاجئ بعدما لازموها منذ ليل أول من أمس. وشنّت طائرات حربية إسرائيلية فجر امس غارات على محيط بلدة كفردونين في القطاع الأوسط، مطلقة صاروخي جو - أرض سقطا قرب ملعب كرة القدم في البلدة ولم يخلّفا أضراراً، في حين استهدفت المقاومة الإسلامية دورية اسرائيلية في مشروع الطيبة، وتحدثت عن وقوع اصابات. وفي تل أبيب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك ان بلاده "ستبذل كل ما في وسعها لضمان الأمن والسلامة لسكان الشمال، ولن تقبل في أي شكل من الأشكال استهداف بلدات هذه المنطقة بالنار". ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الزعيم الموقت لتكتل "ليكود" المعارض أرييل شارون، الى "القيام فوراً بعملية عسكرية ضد البنى التحتية في لبنان، يجب ان تكون عنيفة وصارمة لتجريد "حزب الله" من قدرة عمله"، رداً على استهداف الجليل بالكاتيوشا. وقال للإذاعة الإسرائيلية "ليس ما يبرر على الإطلاق ان يبقى سكان شمال اسرائيل مجبرين على الإختباء في الملاجئ بينما تتواصل الحياة الطبيعية في لبنان". وأكد النائب حسين الحاج حسن حزب الله في كلمة القاها خلال تشييع المدنيين في لبّايا "ان المقاومة سترد الصاع صاعين على اي اعتداء اسرائيلي يطاول المدنيين في المناطق المحررة". واضاف "للمقاومة حق الرد على كل اعتداء يستهدف المدنيين حين ترى مصلحة في ذلك ووفق ما تقدر". واعتبر "ان مقتل المدنيين خرق واضح لتفاهم نيسان ابريل ومحاولة يائسة لإيجاد معادلة جديدة تضع المدنيين في مقابل عمليات المقاومة". وفي المواقف، رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين "ان الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على المدنيين في الجنوب والبقاع الغربي لن تستطيع كسر الإرادة السياسية للبنان الذي يواجه العدوان بوحدته الوطنية". ودعا الرأي العام العالمي والأمم المتحدة الى "العمل على وضع حد للغطرسة الاسرائيلية ووقف اعتداءاتها على المدنيين"، مطالباً "بتطبيق القرار الدولي الرقم 425 من دون قيد او شرط". وسأل رئىس "التجمع للجمهورية" ألبير مخيبر رئىس الحكومة سليم الحص عن انعكاسات حرب الكاتيوشا، وهل خرج المقاتلون عن ارادة الحكومة؟ وعن سبب عدم طلبه من الولاياتالمتحدة ان تزور وزيرة خارجيتها مادلين اولبرايت بيروت من ضمن جولتها في المنطقة؟ وقال "ألا يرى الرئيس الحص ان هناك مستفيداً من هذه الحرب الجديدة على الارض اللبنانية؟ فالشعب يساند حكومتكم ويرفض ان تكون هذه الحرب على ارضه خارجة عن ارادتكم وإرادة الشعب الذي تحكمون باسمه".