القدس المحتلة - كريات شمونة - أ ف ب - رويترز - بيروت - "الحياة" - أعلنت اسرائيل امس انها "ستواصل ضرب المنظمات الارهابية وستعمل على حماية بلداتها في شمال البلاد وستبذل جهدها لإعادة الامن على حدودها مع لبنان". وجاء هذا الموقف في بيان صدر في ختام اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، استمر اربع ساعات، بعد التدهور الامني في جنوبلبنان والبقاع الغربي وشمال اسرائيل، المتمثل باغتيال مسؤول عسكري في "حركة أمل" بغارة جوية وقصف موقع عسكري سوري وإصابة سبعة مدنيين لبنانيين في بلدة مشغرة البقاعية، ورد المقاومة بقصف شمال اسرائيل بعدد من صواريخ الكاتيوشا ما ادى الى سقوط 12 جريحاً بينهم جنديان، والى اضرار مادية جسيمة. واعتبر البيان الاسرائيلي ان "اطلاق الصواريخ يشكل انتهاكاً فاضحاً لتفاهم نيسان أبريل" الذي وضع حداً لعملية "عناقيد الغضب" عام 1996. وأفادت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير البنى التحتية الاسرائيلي أرييل شارون اقترح خلال الاجتماع المصغر ان ترد اسرائيل "بضرب اهداف اقتصادية" في لبنان للضغط على سورية. وقدر خبراء، بحسب الاذاعة الاسرائيلية، قيمة الاضرار في شمال اسرائيل بنحو 300 ألف دولار تقريباً، اذ تعرض نحو مئة منزل لأضرار فضلاً عن اربعة مبان تضم هيئات رسمية وعشر سيارات. وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية ان القصف بالكاتيوشا ألحق اضراراً كبيرة بموسم السياحة في المستوطنات اذ ألغي الكثير من الحجوزات في الفنادق والمنتجعات السياحية. وكان الاسرائيليون في الجليل شمال اسرائيل خرجوا امس من ملاجئهم بعدما امضوا فيها 11 ساعة من جراء سقوط صواريخ كاتيوشا. وأعلن الجيش الاسرائيلي صباح امس "زوال الخطر". وتفقد وزير الدفاع الاسرائيلي إسحق مردخاي الشمال الاسرائيلي. وقال ان "الهجمات الصاروخية لن تردع اسرائيل عن مهاجمة المقاومين في لبنان، يجب ان نواصل العمل ضد الارهاب وضد من يرهبوننا ونحتفظ بالحق والحاجة والقدرة على العمل بكل السبل وفي كل مكان". ودعا وزير الزراعة رافائيل إيتان الى "توسيع المنطقة الامنية. فهي مصطلح من كلمتين هما منطقة وأمن. ونحن لدينا منطقة، ولكن ليس لدينا امن". وطالب "برد عسكري فوري على الهجمات بصواريخ كاتيوشا". ورأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن في الكنيست عوزي لانداو ليكود ان "الوقت حان لكي تغير اسرائيل قواعد اللعبة في لبنان"، معتبراً ان "على سورية دفع الثمن اذا تأكد انها تقف وراء الرشقات الصاروخية على المستعمرات شمال اسرائيل". وأشاد بتصفية مسؤول الجناح العسكري لحركة "أمل" حسام الامين. وبرر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية اغتيال الامين. وقال مدير المكتب الصحافي الحكومي لوكالة "فرانس برس" "عندما تسنح لنا الفرصة بضرب الارهابيين فسنفعل ذلك، مع ان العلم ان هذه الاعمال سيكون لها تأثيرها على المدى الطويل". وأضاف ان "اسرائيل ستستمر في محاولاتها للحصول على ترتيبات امنية تسمح للجيش الاسرائيلي بإعادة الانتشار حتى الحدود الدولية" طبقاً للقرار الدولي الرقم 425. واعتبر اطلاق صواريخ الكاتيوشا "خرقاً فاضحاً" لتفاهم نيسان. لكن سياسيين اسرائيليين آخرين شككوا في الحكمة من اغتيال الامين. وقال الرئيس الاسرائيلي عازار وايزمن، بعد زيارة تفقدية لشمال اسرائيل، "كنت آمل لو ان الذين اتخذوا هذا القرار فكروا ملياً في انعكاساته المحتملة". وأضاف "ليس من الحنكة اتخاذ قرار بتنفيذ عملية من هذا النوع اذا لم نكن مستعدين لتلقي الصواريخ كرد". واعتبر ان "امن البلدات الاسرائيلية الشمالية يبقى رهن التوصل الى "اتفاق مع سورية الوحيدة القادرة على ضمان عدم تعرض اسرائيل لهجمات في حال انسحاب جيشها من الجنوب". واعتبر زعيم حزب العمل المعارض إيهود باراك الذي تفقد شمال اسرائيل ان "حل الوضع القائم في لبنان يكون بالتفاهم مع سورية وبالعودة الى طاولة المفاوضات". وقال النائب يوسي بيلين حزب العمل لوكالة "فرانس برس" ان "ما حصل يؤكد عبثية ابقاء وجود عسكري اسرائيلي في لبنان. كان يتوقع من هذا الوجود حماية امن سكان شمال اسرائيل لكن تأثيره جاء معاكساً بإرسائه بؤرة نزاع دائمة". وأضاف بيلين الذي اسس حركة تدعو الى الانسحاب من جنوبلبنان ان "تصفية احد المسؤولين عن العمليات المعادية للاسرائيليين لا يشعرني بوخز الضمير، لكني اتساءل الى اين ستقودنا هذه السياسة؟". وقال النائب العمالي الجنرال في الاحتياط أوري أور للاذاعة الاسرائيلية ان "اسرائيل كان عليها التفكير في المضاعفات قبل تصفية مسؤول أمل"، معتبراً انها "كانت غلطة". وأضاف "اذا كنت تعتقد انك تستطيع ابقاء عشرات الآلاف في المخابئ فلتمض عندئذ قدماً وتنفذ هذه الهجمات. ولكن دعونا نقر بالحقيقة انك لا تستطيع ذلك"