بالتزامن مع انتخاب زعيم حزب العمل الجنرال يهودا باراك رئيساً للحكومة الإسرائيلية شهد جنوبلبنان فجر أمس وليل أول من أمس تصعيداً عسكرياً لافتاً حين قصفت إسرائيل بصورة مفاجئة بلدة جنوبية ما أدى إلى مقتل شابين ردّت عليه المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" بقصف 4 مستوطنات إسرائيلية بالكاتيوشا. وأكدت المقاومة على "جهوزيتها للردّ في أي وقت"، فيما التأمت أمس لجنة المراقبة المنبثقة عن تفاهم نيسان ابريل لمناقشة 24 شكوى. فقد أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن 60 صاروخ كاتيوشا سقطت على أصبع الجليل والمستوطنات الشمالية. ونقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي ان انفجار الصواريخ أدى الى جرح 9 مستوطنين في كريات شمونة اضافة الى تضرر 4 وحدات سكنية ومبانٍ عامة وعدد من السيارات. وقال المصدر ان السكان لجأوا الى الملاجئ وسط جو من الهلع الشديد وأن بعض المصانع أقفلت فيما علّقت الدراسة في الجليل. وقال ناطق عسكري إسرائيلي "ان المدفعية الإسرائيلية ردّت على مصادر إطلاق الكاتيوشا وأن إسرائيل تعتبر الردّ الصاروخي على المستوطنات أمراً خطراً جداً وانتهاكاً لتفاهم نيسان وهي ستتقدم بشكوى الى لجنة المراقبة المكلفة تطبيقه". وأحصى ضابط في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان سقوط قرابة مئة قذيفة أطلقتها القوات الإسرائيلية على اطراف قرى وبلدات في القطاعين الغربي والأوسط وأقليم التفاح، تزامنت مع طلعات لطائرات حربية وأخرى مروحية في أجواء المنطقة. وقال "ان المقاومة اطلقت من جهتها 24 صاروخ كاتيوشا و80 قذيفة مورتر و18 قذيفة بعيدة المدى"، موضحاً انه "لا يستطيع تحديد ما اذا كانت هذه القذائف قد تجاوزت كلها او بعضها الحدود الدولية". وجاء في بيان للمقاومة الإسلامية انه "رداً على تمادي العدو الإسرائيلي في استباحة تفاهم نيسان، وقصف المدن والقرى في بعلبك وزبقين وخربة سلم وأخيراً زوطر الشرقية ما أدى الى استشهاد مدنيين، قامت المقاومة الإسلامية عند الأولى و35 دقيقة من فجر هذا اليوم أمس بقصف مستعمرات العدو في كريات شمونة ونهاريا ودورين وشالومي بدفعات من صواريخ الكاتيوشا وحققت فيها اصابات دقيقة". وأكدت المقاومة "جهوزيتها التامة للردّ الرادع في أي وقت"، وقالت "لن نسمح بمسّ أهلنا ومدننا وقرانا"، معاهدة "بالدفاع والذود عنهم". وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت ليل أول من أمس صاروخاً على ساحة بلدة زوطر الشرقية - قضاء النبطية - من طراز "تاو" في شكل مفاجئ ما أدى الى مقتل الشابين صدام بهيج حرب 19 عاماً وفريد راشد حرب 22 عاماً. وشيّعت البلدة أمس الشابين في موكب حاشد تحوّل الى مسيرة حاشدة شارك فيها اهالى القرى المجاورة التي أقفلت حداداً. وقصفت قوات الإحتلال الإسرائيلي أمس أطراف بلدات عدة في القطاع الأوسط وأقليم التفاح، وطاول القصف محيط بلدة روم في قضاء جزين وسط تحليق لطائرات حربية. وفي المواقف، قال مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان الاحتلال الإسرائيلي تجاوز الخطوط الحمر ولا يمكن للمقاومة ان تتهاون وتساوم على دماء اهلها، وهي ملزمة بحماية المدنيين بمنأى عن مختلف الظروف، فهذا كان موقفها بالأمس وكذلك اليوم وهكذا سيكون غداً".