شهد لبنان تصعيداً أمنياً خطيراً، أمس، عندما أغارت طائرات اسرائيلية مساء على محطة كهربائية شرق العاصمة وعلى خطوط التوتر العالي في القطاع الأوسط جنوبلبنان، فعطلتها وأغرقت بيروت وجزءاً كبيراً من الجبل والجنوب في الظلام. وأكدت معلومات اولية اصابة ثمانية اشخاص بينهم عسكريان من الجيش اللبناني. ويأتي هذا التصعيد بعد سقوط صواريخ "كاتيوشا" اطلقتها "المقاومة الاسلامية" على مستعمرات اسرائيلية رداً على قصف اسرائيلي استهدف المدنيين في جنوبلبنان وأسقط سبعة جرحى منهم. لكن هذا التصعيد يمثل خصوصاً استمرار حكومة ليكود في الحكم ويذكّر بأن جنرالات الجيش الاسرائيلي وبعض الوزراء من اعضائها كانوا هددوا باستهداف مرافق حيوية في لبنان. ولا يستبعد ان يكون الهدف من التصعيد احراج رئيس الوزراء المنتخب، بعدما ظهرت اشارات عدة الى نية ايهود باراك احراز اتفاق سلام مع سورية، وعشية ولادة الحكومة الجديدة. وبعد ساعات قليلة على تهديدات اطلقها رئيس الاركان الاسرائيلي شاول موفاز اغارت طائرات حربية اسرائيلية في الثامنة والنصف ليلاً، على دفعتين، وبفارق ربع ساعة، على محطة توزيع الكهرباء في محلة الجمهور، القريبة من القصر الجمهوري في بعبدا، واستهدفتها، في كلا المرتين، بصاروخ، مما ادى الى تدمير المحول الرئيسي فيها، وإحداث اضرار جسيمة في منشآت اخرى... ثم أغارت ثالثة أثناء تفقد الوزيرين سليمان طرابلسي ونجيب ميقاتي للمحطة بعد الغارتين الاوليين. وسببت الغارات دوياً هائلاً سمع في ارجاء بيروت والجبل اللذين قطع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة فيهما فغرقت في ظلام دامس. وجبهت المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني الطائرات، في الغارة الثانية. في حين توجه عدد من المسؤولين الى المحطة لتفقدها ومعاينة الاضرار. وأكد ناطق عسكري اسرائيلي أ ف ب ان الطيران استهدف محطة الجمهور جنوب شرقي بيروت، وقال ان "هذه الغارة هي رد على هجوم ضد المدنيين الاسرائيليين اسفر عن سقوط عدد من الجرحى". وأضاف: "حتى الآن عمدت اسرائيل الى ضبط النفس لكن التحريض المستمر الذي يمارسه حزب الله لا يمكن ان يبقى من دون أي ردّ". وكان موفاز تعهد "رداً مناسباً" على ضربات الكاتيوشا. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان حزب الله "مخطئ اذا كان ينوي تصعيد الهجمات" على اسرائيل خلال فترة انتقالية. وقال بيان لمكتب نتانياهو ان الحكومة "مسؤولة عن سلامة سكان الشمال وسترد بحزم على اي محاولة لالحاق الأذى بهم". وكانت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" قصفت مستعمرتي شلومي وكريات شمونة بصواريخ كاتيوشا، عصر امس رداً على قصف اسرائيل المدنيين واصابة 7 منهم خلال الايام الماضية، وهددت بالرد. واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاول موفاز انه فوجئ بقوة رد "حزب الله"، وقال "ان اصابة امرأة أمس لا يستدعي هذا الرد الغاضب". وقال انه يعرف كيف يرد وانه سيعطي الاوامر بذلك، وان "القيادة السياسية كانت ترفض في السابق اعطاء الاوامر بالرد الحاسم، ولكن الآن انا الذي املك قرار الرد". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية "ان جندياً اسرائيلياً واربعة مستوطنين اصيبوا بجروح وتعرض عدد آخر لصدمات عصبية كما نشبت حرائق عدة في المستعمرات واصيبت شبكة الكهرباء في احداها". وجاء القصف الاسرائيلي وردّ المقاومة عليه بعد أقل من اربع وعشرين ساعة على بيان اصدرته مجموعة مراقبة وقف اطلاق النار تطبيقاً ل "تفاهم نيسان". واتهم البيان الطرفين بخرق الاتفاق.