نفى السودان بشدة أمس مزاعم مسؤولين أميركيين كبيرين بأن القوات الحكومية السودانية ارتكبت فظائع ضد المدنيين في جنوب البلاد. وذكرت "هيئة الإذاعة البريطانية" ان هذه المزاعم وردت على لسان مسؤولة الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الأميركية سوزان رايس، والسفير الأميركي المكلّف مواضيع جرائم الحرب ديفيد شيفر، في مقال نُشر في صحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون" عقب جولة ميدانية قاما بها على المنطقة. واتهم المسؤولان الأميركيان "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق، بجرائم ضد المدنيين أيضاً، ولكن على نطاق أقل من القوات الحكومية. وزعمت رايس وشيفر، في المقال، ان جنوداً حكوميين كانوا يرافقون قطاراً عسكرياً يُسافر جنوب خط بابانوسو - واو شرق السودان، نفّذوا عمليات اغتصاب وخطف وقتل لمدنيين في محيط قدره 20 كلم من خط القطار. وتابعا ان استراتيجية القوات الحكومية في أعالي النيل، حيث يُتوقع ان يبدأ الضخ في انبوب نفطي في الاسابيع المقبلة، تقوم على تجميع المدنيين الذين يعيشون في محيط آبار النفط وقتلهم. كذلك أبدى المسؤولان قلقهما من هجمات شنها الطيران الحربي السوداني على قرى ومدن في الجنوب. وحمل المسؤولان أيضاً على حملة تقوم بها الحكومة السودانية في الخارج لتحسين صورتها. وقالا ان الخرطوم تحاول ان تُقنع المجتمع الدولي بأنها بدأت فترة انفتاح وإصلاحات ديموقراطية. لكن رئيس البعثة السودانية بالنيابة في لندن السيد عبدالمحمود كرنكي قال ان المقال "خطأ بكامله". وأضاف ان الحكومة السودانية حاولت دائماً حل مشكلة جنوب السودان عبر التفاوض، لكن المتمردين الجنوبيين رفضوا التزام وقف النار وقتلوا موظفي إغاثة. وتابع ان العائدات التي ستحصل عليها الحكومة من مبيعات النفط ستذهب لدعم السلام والتنمية وستُستخدم لتطوير المناطق الفقيرة. وفي نيروبي رويترز قال الجيش الشعبي لتحرير السودان أمس الخميس ان القوات الحكومية قصفت مواقع للمتمردين في جبال النوبة منتهكة وقفاً لاطلاق النار اعلنته الخرطوم من جانب واحد. واعلنت الحكومة في الخامس من اب اغسطس وقفاً للنار لمدة شهرين يغطي شتى انحاء البلاد. الا ان المتمردين رفضوه. وقال سامسون كواجي الناطق باسم "الجيش الشعبي" في بيان: "انتهك السودان ما يسمى بالوقف الشامل لاطلاق النار المعلن من جانبه بالقصف الجوي المكثف للمناطق التي يديرها الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في جبال النوبة في 17 آب اغسطس". واضاف ان طائرة انتونوف تحلق على ارتفاع عال القت قنابل على تجمع مدني في نياكاما مما أسفر عن اصابة 12 طفلاً وأربع نساء. ولم يصدر فوراً اي رد فعل من الحكومة السودانية.