أطلقت الحكومة السودانية يد الجيش لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الجيش الشعبي لجنوب السودان، واتهم الرئيس السوداني عمر البشير جنوب السودان باختيار "طريق الحرب تنفيذا لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم أثناء الحرب الأهلية". وأكد القيادي في الحزب الحاكم في السودان إبراهيم غندور في حديث إلى "الوطن" أن المعارك ما زالت مستمرة وأن الأمر سيحسم في الساعات المقبلة. وقطع غندور بتعليق جميع مستويات التفاوض مع حكومة جنوب السودان، متهما إياها بعدم احترام الاتفاقات المبرمة. وأفاد مصدر حكومي في جنوب السودان أن الجيش السوداني قصف أمس، بنتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان القريبة من الحدود مع الشمال والغنية بالنفط، في أول غارة جوية على منطقة ذات أهمية في جنوب السودان، مما دفع رئيس جنوب السودان سلفا كير لاحتلال منطقة أبيي. وصرح آدم ياك آدم نائب وزير الإعلام الجنوبي "لقد ألقوا قنابل على بنتيو وكانوا يستهدفون جسرا على ما يبدو". وبحسب هذا المسؤول ألقيت خمس قنابل على الجسر الذي يربط بنتيو بالطريق المؤدية إلى الشمال. وتقع بنتيو على بعد حوالي ستين كلم من الحدود مع السودان الذي يشهد منذ الثلاثاء معارك عنيفة بين البلدين الجارين. وقال نائب الوزير "لم يصب أحد بجروح لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان أرسل فريقا للتحقيق". وأضاف "هذا الأمر لا يفاجئنا إنهم يحاولون إيجاد ذرائع لشن حرب جديدة". من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأميركية دولتي السودان وجنوب السودان، إلى وقف "جميع الأعمال العدائية" معربةً عن قلقها البالغ بشأن الأحداث الدائرة هناك. وأوصى مجلس الأمن بعقد قمة رئاسية بين البشير وسلفا كير. وطلبت الخرطوم اجتماعاً عاجلاً للاتحاد الأفريقي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها ستصدر بياناً تدين فيه توغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان، وتجدد إدانتها للغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنية. وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس قد قالت إن على الجانبين أن يستأنفا المفاوضات ويوقفا المعارك. واعتبرت أن دخول الجيش الشعبي لهجليج يعد انتهاكا خطيرا، مطالبة الجيش الشعبي بسحب قواته من المنطقة فورا. في الوقت ذاته، اتهم وزير الإعلام السوداني، عبدالله علي مسار، جهات خارجية بدعم قوات دولة جنوب السودان في اعتدائها على منطقة هجليج، وقال إن الهجوم تم بقوات كثيفة العدد والعتاد ومن عدة محاور، وشاركت فيه الجبهة الثورية التي تضم حركات دارفور المتمردة وكذلك حركة عبدالعزيز الحلو.