نيروبي - رويترز - فشلت الاطراف المتحاربة في السودان في الاتفاق على تجديد وقف اطلاق النار للسماح بنقل مساعدات الى المناطق التي تعاني من المجاعة أمس الجمعة وهو تطور وصفه برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة بأنه "مثير للانزعاج". وصرحت الحكومة السودانية في مؤتمر صحافي بعد انتهاء جولة مفاوضات مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق في العاصمة الكينية، بأنها رفضت عرضاً من المتمردين بتمديد وقف اطلاق النار في منطقة بحر الغزال، قائلة انها لن تقبل الا باتفاق يشمل الجنوب بأكمله. وقال "الجيش الشعبي" انه رفض عرضاً مقابلاً قدمته الحكومة. وقال الناطق باسم المتمردين سامسون كواجي في مؤتمر صحافي: "لا يمكن ان يتم التوصل الى اتفاق شامل لوقف النار الا بعد الاتفاق على القضايا المثيرة للخلاف" في محادثات السلام. وأضاف: "لا يمكن وضع العربة امام الحصان". وتقول منظمات اغاثة ان سكان الجنوب ما زالوا معرضين للخطر بعد مجاعة مدمرة وقعت العام الماضي. وطالبت بتمديد اتفاق وقف اطلاق النار الذي انتهى الاسبوع الماضي لمدة ثلاثة اشهر اخرى للسماح بوصول المساعدات الى المحتاجين في منطقة بحر الغزال. وقالت بريندا بارتون الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي في نيروبي: "بالنسبة الى وكالات الاغاثة الانسانية هذه الانباء مثيرة للانزعاج ولا يمكن ان يكون توقيتها اسوأ من هذا ... السكان ما زالوا في حالة سيئة بعد مجاعة العام الماضي". وأضافت ان امدادات الغذاء منخفضة في هذا الوقت من العام لان الناس في انتظار الحصاد التالي خلال شهرين. وتم الاتفاق للمرة الأولى على وقف النار عام 1998. لكن وقعت انتهاكات متكررة هذه السنة. إذ اشارت تقارير الى قيام طائرات حكومية بعمليات قصف ضد مدنيين في بحر الغزال في مناسبات عديدة. وقالت بريندا انه القيت قنابل اخرى على قرى عقوق وييرول الاحد الماضي. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان ان وقف النار لاسباب انسانية في مناطق معينة سيؤدي الى "اشتداد القتال في مناطق اخرى". وتابع: "نحن مستعدون اليوم لوقف شامل وكامل لاطلاق النار يراقبه المجتمع الدولي". ويُعتقد ان اكثر من 5،1 مليون شخص قتلوا في 16 عاماً من الحرب الاهلية بين القوات الحكومية وجماعات الثوار في الجنوب. وفي الخرطوم ا ف ب، افادت صحيفة "اخبار اليوم" امس الجمعة ان 11 شخصاً قتلوا وجرح سبعة آخرون في معارك نشبت بين تنظيمات جنوبية موالية للحكومة ومتنافسة في ولاية اعالي النيل. وقالت ان المعارك وقعت بين قوات الدفاع عن جنوب السودان برئاسة الزعيم الجنوبي رياك مشار ومجموعة منشقة عنها. ونقلت عن غوردون كونغ شوول الذي قدمته الصحيفة على انه زعيم العناصر المنشقة، ان خمسة من عناصره قتلوا وجرح اثنان آخران في معارك اوقعت ايضاً ستة قتلى وخمسة جرحى بين عناصر قوات الدفاع عن جنوب السودان. واتهم مشار بانه يتلقى الدعم من الجيش الشعبي لتحرير السودان، وانه هاجم رجاله قرب مدينة الناصر في شرق اعالي النيل قرب الحدود الاثيوبية. يذكر ان مشار رئيس مجلس التنسيق لجنوب السودان يشكل في الوقت الحالي هدفا للمجموعات المنشقة عن قوات الدفاع عن جنوب السودان وخصوصاً التنظيم الذي يتزعمه بولينو ماتيب وكذلك من سياسيين جنوبيين اعضاء في المؤتمر الوطني الحزب السياسي الحاكم في السودان.