هدد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بالعودة إلى الكفاح المسلح ضد تركيا إذا لم ترفع الحكومة ما وصفه ب "العراقيل السياسية والقانونية التي تقف عائقاً أمام دعوته للحوار وحل القضية الكردية سلماً، بناء على ما قدمه من اقتراحات". وفي المقابل جدد الجيش التركي رفضه دخول أي حوار مع حزب العمال الكردستاني، مؤكداً أنه سيتابع عملياته العسكرية ضده حتى القضاء على آخر عناصره. فيما ابلغ وزير السياحة التركي أركان مومتشو "الحياة" في سانتياغو، امس، ان بلاده خسرت نحو 2.5 بليون دولار من العائدات السياحية للسنة الجارية بسبب الحملات الكردية المناهضة لها في أوروبا علاوة على الزلزال المدمّر الذي ضربها الشهر الماضي راجع ص 11. وقال الجيش التركي في بيان لقيادة اركانه ان الحكومة التركية "قامت بما يتوجب عليها من خلال إقرار قانون الندامة للاكراد". واتهم البيان مجدداً سورية والعراق وإيران ب"ممارسة سياساتها التقليدية بدعم حزب العمال الكردستاني". وأفادت مصادر تركية أن الجيش بدأ أمس عملية جديدة في شمال العراق بمشاركة قوات البشمركة التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني، ضد معاقل حزب العمل الكردستاني هناك. ولم تذكر المصادر نفسها عدد القوات التركية المشاركة في العملية، لكنها أشارت إلى أن هذه القوات دخلت شمال العراق من ثلاث مناطق هي طاش دلان واشك فران وشايارلي. وكان محامو أوجلان اتهموا الجيش التركي وقوات "الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني ب "عرقلة عملية استسلام عشرين عنصراً" من حزب العمال للجيش التركي. وكان يفترض ان يصل هؤلاء إلى الحدود الجنوبية اليوم. لكن مناوشات بالسلاح بينهم وبين قوات بارزاني حالت دون ذلك. وقالوا ان "الديموقراطي الكردستاني" منع عناصر حزب العمال العشرين من تسليم أنفسهم الى خمسة من النواب الأتراك الذين كانوا يقومون بزيارة قصيرة للمنطقة. ونفى بارزاني هذه الاتهامات. وكان المحامون التقوا أوجلان ونقلوا إليه ان مجموعة من حزبه تسعى الى تسليم نفسها لكنها تواجه صعوبات وعراقيل، ما دفع اوجلان الى اطلاق تهديد لتركيا من عواقب ذلك، وهذا هو التهديد الاول الذي يصدر عن أوجلان بعد انتهاء محاكمته. ويشير مراقبون الى ان ذلك دليل على ان أوجلان بدأ يفقد أمله بتعاون السلطات التركية معه او الدخول في حوار مع حزبه، خصوصا بعدما ورد من معلومات تفيد أن الجيش التركي اكد على الحكومة ضرورة اتخاذ موقف صارم من ذلك وعدم تقديم أية تنازلات. خسائر السياحة وقال وزير السياحة التركي أركان مومتشو ان بلاده خسرت نحو 2.5 بليون دولار من العائدات السياحية للسنة الجارية بسبب الحملات الكردية المناهضة لها في أوروبا علاوة على الزلزال المدمّر الذي ضربها الشهر الماضي . وابلغ "الحياة"،على هامش الجمعية العمومية الثالثة عشرة لمنظمة السياحة العالمية في العاصمة التشيلية، ان أبرز المشاكل التي شهدها الموسم السياحي خلال فترة الذروة التي يصل اليها أثناء الصيف كان "إلغاء الحجوزات بسبب الزلزال". وقال ان "هناك تراجعاً بلغت نسبته 20 في المئة في الموسم السياحي بسبب الزلزال وقبله الحملات المناهضة في أوروبا" التي شنتها الجماعات الكردية بعد اعتقال زعيمها عبدالله اوجلان. وقدّر عدد السياح الذين انصرفوا عن زيارة تركيا في الأشهر التسعة الأولى من السنة بحوالي مليوني سائح.