انتقد زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي الدكتور عبدالكريم الخطيب، في مقابلة مع "الحياة"، سياسة "المقعد الفارغ" التي تعتمدها حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي في شأن التكتلات التي تقوم في افريقيا. لكنه اعتبر ان الاوضاع في المغرب تتجه نحو الافضل في ظل قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس. انتقد زعيم حزب "العدالة والتنمية" الدكتور عبدالكريم الخطيب الحكومة المغربية التي وصفها بأنها عاجزة وبحاجة الى بلورة سياستها والمضي في اجراء الاصلاحات المطلوبة. لكن الخطيب تساءل، في مقابلة مع "الحياة"، عن الامكانات المتاحة امام الحكومة التي يرأسها السيد عبدالرحمن اليوسفي من أجل بلورة برنامجها واقرار اجراءات على ارض الواقع. وقال: "يجب عدم توقع اشياء مستحيلة ويجب الاعتماد على الذات". وقال الخطيب انه "لا يمكن ان ننتظر كل شيء من اوروبا"، داعياً الحكومة الى إعادة النظر في سياستها الخارجية ونظرتها الى العالم. وانتقد تركيز المغرب على "بلدان الشمال" اوروبا في وقت "تنحل فيه السياسة الاجتماعية داخل اوروبا نفسها"، داعياً إلى التوجه نحو افريقيا والتركيز على منطقة شمال افريقيا، لافتاً الى ان "ما يقع حولنا في افريقيا مهم جداً". وأضاف انه "يجب الاخذ في الاعتبار التحولات الجارية في القارة السمراء" و"ان لا نبقى خارج الدائرة". وأشار الى غياب المغرب عن الاجتماعات المرتبطة ببلدان الساحل الافريقي. وانتقد ما سماه "سياسة المقعد الفارغ" التي تنتهجها الحكومة الحالية. وقال "إن هذه السياسة لا تخدم مصالح المغرب في وقت تعيش فيه منطقة شمال افريقيا تحولات عميقة ويتم فيه الاعداد لتكتلات داخل افريقيا". تجمع الساحل وسئل عن جدوى مشاركة المغرب في الاجتماعات الافريقية التي استضافتها ليبيا في حضور جبهة "بوليساريو"، فأجاب: "لم يكن هناك هذا الأمر فقط. كانت هناك اتفاقات ولقاء ل تجمع الساحل"، مشيراً الى دور "المراقب" الذي انيط بتونس في ذلك التجمع الذي يضم عدداً من دول القارة السمراء. وأكد الخطيب أهمية "عدم الابتعاد عن التطورات وعدم تبني مواقف العزلة". وقال: "عوض ان تتوجه الحكومة الى اوروبا وفرنسا تحديدا كان الاجدى ان تتوجه نحو افريقيا". وعن الوشاح الذي قلّده الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لزعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز خلال مراسم اختتام اعمال الدورة الطارئة لمنظمة الوحدة الافريقية، قال الخطيب انه "يجب التركيز على ما وراء الحدث وليس الحدث بعينه". وقال ان "التوشيح كان شراً لا بد منه ما دام القذافي قلد أوشحة لجميع زعماء القارة الافريقية". إلا انه اضاف "ان الأهم من التوشيح دعوة القذافي محمد عبدالعزيز الى معاودة النظر في سياسته والدخول الى المغرب ما دام المغرب يتوافر على قيادة جديدة شابة ترغب في تعميق الاصلاحات في البلاد". ودعا الخطيب من ناحية اخرى الحكومة الى التفكير في وضع الشيخ عبدالسلام ياسين، متمنياً أن ترفع عنه الاقامة الجبرية. وجدد دعم حزبه الحكومة وضرورة اعطائها الفرصة لتحقيق برنامجها.