شهدت منطقة الحرف اليدوية داخل حديقة السويدي في الرياض رحلة ملهمة لاستكشاف غنى التراث الثقافي الهندي، حيث عجت الأجواء بالحيوية والإبداع، فبمجرد دخول الزوار إلى هذه المنطقة أسرتهم تنوع الألوان الطبيعية ونداءات الحرفيين الذين يرحبون بهم بابتسامات دافئة مستعرضين أمامهم مجموعة غنية من الحرف التقليدية التي تمثل الثقافة الهندية بامتياز ضمن فعاليات مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين تحت شعار "انسجام عالمي" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه. وكان النسيج أحد أبرز الفنون المعروضة ضمن الفعاليات حيث جلس الحرفيون بجوار أنوالهم، ينسجون قطعًا فنية بألوان زاهية ونقوش معقدة، وسط تأمل الزوار باندهاش لكيفية تحول الخيوط البسيطة إلى أقمشة غنية بتفاصيل تعكس الثقافة الهندية، ولم يتردد بعض الحرفيين في مشاركة الأسرار وراء تقنيات النسيج القديمة، مشيرين إلى الرموز والأشكال التي تروي قصصًا من تاريخهم. وفي قسم آخر تم عرض الأواني الفخارية، حيث قدم الحرفيون طرق صنع الفخار التقليدية، وتمكن الزوار من رؤية كيفية تشكيل الطين إلى قطع فنية جميلة، تم تزيينها بنقوش هندية تعكس التراث الثقافي، وكانت هذه اللحظات بمثابة تجسيد حي للفن الذي يتطلب الصبر والمهارة. كما شهدت المنطقة إقبالاً على المنتجات التقليدية، حيث كان الزوار يتجولون بين الأكشاك المليئة بالحرف اليدوية الفريدة، مثل السجاد المطرز والألعاب اليدوية، و كان كل منتج يحكي قصة فريدة، مما جعل من السهل على الزوار الانغماس في تراث الهند الغني. بذلك، لم تكن زاوية الحرف اليدوية مجرد مكان لعرض الفنون، بل كانت تجربة ثقافية غامرة، تفاعلت فيها الثقافات، وتبادل فيها الزوار الفرح والإبداع، مما أضفى على الفعالية روحًا من الانفتاح والتعايش الثقافي، وهذه التجربة أكدت أن الحرف اليدوية ليست مجرد منتجات، بل هي تعبير عن الهوية والتراث، وجسر يربط بين الثقافات المختلفة في قلب العاصمة الرياض.