قطع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الشك باليقين، حين نفى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، إلا في حال طرد البوليساريو، باعتبار دولة الجمهورية الصحراوية العربية دولة وهمية .وأكَّد العثماني، بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا في العاصمة الرباط، أن بلاده «لن تخضع للضغوطات، ولا تحت أي ظرف من الظروف، لكي تعامل على قدم المساواة مع دولة وهمية، لا وجود لها على الخريطة وغير معترف بها دولياً، وليست عضواً في هيئة الأممالمتحدة».وكشف العثماني أن أكثر من أربعين دولة إفريقية لا تعترف بالبوليساريو، وأضاف أن هناك توجّهاً من طرف هذه الدول لطردها من الاتحاد الإفريقي حيث توسَّعت دوائر نقاش هذا الموضوع.ودعا العديد من ممثلي الدول الإفريقية المعتمدين في الرباط، إلى عودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية، التي كان من مؤسسيها ورعاتها، مطلع الستينيات من القرن الماضي، قبل أن تنسحب منها، قبل أكثر من 28 سنة، حين كانت تحت مسمَّى منظمة الوحدة الإفريقية.وجدَّد سفير جمهورية إفريقيا الوسطى المعتمد لدى المغرب والجزائر وتونس وعميد سفراء المجموعة الإفريقية، إسماعيلا نيماغا، في افتتاح مؤتمر نُظِّم في إطار الاحتفال بيوم إفريقيا تحت شعار «الاندماج الإقليمي ودور الشباب»، الدعوة باسم المجموعة إلى عودة المملكة المغربية إلى «أسرتها الكبيرة المتمثلة في الاتحاد الإفريقي».وذكَّر الدبلوماسي الإفريقي في هذا الصدد بالمبادرات التي قام بها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي من أجل تطوير مسار الاندماج الإقليمي على مستوى القارة الإفريقية، باعتباره خطوة رئيسية تسبق كل عملية تنموية شاملة ومستدامة للقارة.وكثف المغرب حضوره الدبلوماسي مؤخراً في القارة السمراء، حيث تراهن الحكومة الجديدة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، على العودة القوية إلى المنتظم الإفريقي، بدليل أن العثماني شارك في مؤتمر الاتحاد الإفريقي في أثيوبيا وأجرى مباحثات مع العديد من قادة القارة السمراء، علماً أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي، شأنه في ذلك شأن رؤساء آخرين، أكَّدوا على هامش المؤتمر، أنه «لا يمكن للاتحاد الاستغناء عن بلد مثل المغرب».