قال رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي انه سيطرح خلال جولته التي بدأت امس على خمسة بلدان افريقية استعداد المغرب القيام ب"تعاون ثلاثي الابعاد" يضم، الى البلدان الافريقية المعنية، المغرب وفرنسا. وقال ان هذه الخطوة ستمكن الاطراف الثلاثة من التعاون وتحقيق مشاريع كل حسب امكاناته. ويأتي تأكيد اليوسفي على المحور الثلاثي في اطار عمل المغرب ضمن الحفاظ على عضويته داخل القارة السمراء على رغم انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية احتجاجاً على قبول عضوية جبهة "بوليساريو". وأكد اليوسفي خلال تصريح امس لدى مغادرته الرباط الى دكار ان هناك "حاجة" لتطوير علاقات المغرب مع البلدان الافريقية، معرباً عن أسفه لكون افريقيا "ضحية لعدد من العوامل الدولية والاثنية والنزاعات ما حال دون ازدهارها". وقال "اننا نعيش تناقضاً. فهناك علاقات اخوية عميقة تربطنا مع البلدان الافريقية لكن مضمونها الاقتصادي ضعيف". وأضاف ان جولته الحالية على افريقيا تسعى الى معالجة هذا التناقض، مشدداً على استعداد بلاده امداد البلدان الافريقية التي سيزورها ب"مساعدات تقنية" لدعم اقتصادياتها خصوصاً في المجال الزراعي. وتشكل دكار المحطة الأولى من جولة اليوسفي التي ستقوده الى شاطئ العاج والغابون وغينيا وبوركينا فاسو. ويضم الوفد الذي يرافق اليوسفي وزراء الصناعة والتجارة العلمي التازي والطاقة والمعادن يوسف الطاهري والشباب والرياضة احمد الموساوي والصيد الساحلي التهامي الخياري وعدد من رجال الاقتصاد ورجال الأعمال. وتعكس تشكيلة الوفد الذي يرافق اليوسفي مدى الاهتمام الذي يوليه المغرب لهذه البلدان و"عدم الربط بين انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية ورغبته استئناف نشاطه في القارة السمراء". ويؤمل في العاصمة السينغالية ان تشكل الزيارة مناسبة ل"تجديد تأكيد التحالف" الذي قررته سلطات البلدين في 1996 من خلال اعادة اطلاق العديد من الملفات العالقة وإعادة تنشيط حوالى 30 اتفاقاً للتعاون بين الجانبين. ومن المقرر ان يتم البحث في معاودة تنشيط مشروع اقامة خط بحري يربط الدار البيضاءودكار بغرض تكثيف المبادلات التجارية.