نجح رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي في كسب مزيد من الدعم السياسي في قضية الصحراء التي تستعد لتنظيم الاستفتاء في تموز يوليو المقبل. واكدت الغابون التي تشكل المحطة الرابعة، ما قبل الأخيرة في جولة اليوسفي على بلدان افريقيا الغربية دعمها طلب المغرب تنفيذ خطة التسوية في الصحراء، استناداً إلى ان "الاستفتاء يظل السبيل الوحيد لتسوية هذه القضية". وقالت مصادر مغربية رسمية إن ملف الصحراء كان على رأس الملفات التي بحث فيها اليوسفي مع المسؤولين الغابونيين وفي مقدمهم رئىس الوزراء جون فرانسوا نتوتوم، واشارت الى أن هذا الأخير أكد مساندة بلاده "مساعي المغرب الرامية الى تنظيم الاستفتاء تحت إشراف الاممالمتحدة". وبدا تطابق وجهات النظر واضحاً بين الرباط وليبرفيل في شأن خطوات تنظيم الاستفتاء، من خلال إشارة رئيس الوزراء الغابوني ان قبول المغرب خطة التسوية الدولية "يؤكد شرعية مطالبه". وعبّر الجانبان عن تطابق وجهتي نظرهما في شأن القضايا الافريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ودعا نتوتوم الى تبني ثقافة السلام والتحلي بروح التضامن، وطالب بنظام عالمي جديد أكثر فاعلية، مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون بين المغرب والغابون. وقال ان الرباط وليبرفيل مدعوان حالياً الى تعزيز تعاونهما في مختلف المجالات على نحو أكثر فاعلية. المغرب وافريقيا وحرص اليوسفي على تأكيد الانتساب المغربي الى القارة السمراء، وقال إن المغرب "حريص باستمرار على خدمة التنمية في القارة الافريقية"، وزاد ان الرباط "جعلت من علاقاتها مع البلدان الافريقية الاخرى أحد الانشغالات الكبرى ضمن سياستها الخارجية". وقال ان افريقيا تعيش في الوقت الراهن أوضاعاً صعبة ترتبط بعدد من النزاعات وبؤر التوتر، وان المغرب "سيظل المدافع والحريص على ضرورة اللجوء الى الحوار والتشاور من أجل تسوية هذه النزاعات". وعبر اليوسفي أيضاً عن ارتياحه إزاء موقف الغابون من قضية الصحراء. والتقى اليوسفي الرئيس عمر بونغو، وقال انه سلمه رسالة شفوية من الملك الحسن الثاني. واشار الى ان زيارته للغابون ترمي الى ترتيب لقاء اللجنة المشتركة للبحث في أوضاع العلاقة بين المغرب والغابون. ساحل العاج وكان اليوسفي رأس أول من أمس في أبيدجان أعمال اللجنة المشتركة بين المغرب وساحل العاج، وسلم الرئيس هنري كونان بيدي رسالة من العاهل المغربي. وعلق رئيس وزراء ساحل العاج دانييل كابلان دونكان على لقاءاته مع اليوسفي بأنها ستمكن من "فتح صفحة جديدة مليئة بالتفاؤل في تاريخ الصداقة الذي يربط الرباط وابيدجان". وفي هذا الاطار، دشنت السلطات في العاصمة ابيدجان شارع الحسن الثاني "كمبادرة ودية"، قال اليوسفي ان المغرب يقدرها حق قدرها. وعلى المستوى الاقتصادي، توجت زيارة اليوسفي لساحل العاج بابرام القطاع الخاص في البلدين مجموعة من اتفاقات الشراكة في مجالي النفط والسكن، وشكل العقد المبرم مع احدى المجموعات المالية المغربية "الشعبي" خطوة اقتصادية مهمة، خصوصاً ان المشروع يرمي الى بناء ستة آلاف مسكن بحوالى 85 بليون فرنك افريقي.