اعتبر الدكتور عبدالكريم الخطيب زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي ان الاضرابات التي يشهدها المغرب حالياً هي "مزايدات سياسية" وتعكس صراعاً بين الاحزاب المشاركة في حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي. وقال الخطيب في حديث الى "الحياة" ان الشيخ عبدالسلام ياسين زعيم جماعة "العدل والاحسان" المحظورة الموجود قيد الاقامة الجبرية "مظلوم". وقال الخطيب المعروف بتوجهه الاسلامي ان فوز السيد عبدالعزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر السابق في انتخابات الرئاسة مرهون بموقف المؤسسة العسكرية، موضحاً ان "بوتفليقة لا يمكن ان ينجح اذا لم تفرضه المؤسسة العسكرية". وبعدما كرر استعداد المغرب لفتح صفحة جديدة مع الجزائر انتقد مواقف الجزائر من قضية الصحراء. وقال ان المسؤولين الجزائريين السابقين افتعلوا المشكلة "وكانت لديهم نيات لمعاكسة المغرب"، مشيراً الى "ان فئات من ضباط الجيش يغذون هذه النزعة لاعتبارات لها علاقة بالوضع الاقليمي ومستقبل القارة الافريقية كون المغرب مؤهل للقيام بدور ايجابي في القارة الافريقية"، ووصف الاستمرار في هذا الموقف بأنه "يهدر الوقت والجهد والسمعة". واستبعد الخطيب انتقال التطرف الديني من الجزائر الى المغرب. وقال ان الظروف التي اجتازها المغرب منذ الاستقلال مغايرة لوضع الجزائر، معتبراً ان الحكومة الجزائرية التي شكلت بعد الاستقلال "ارتكبت خطأ كبيراً عندم اختارت توجهاً ماركسياً اكثر منه اسلامي ... وعندما اتيحت للشعب الجزائري الفرصة للتعبير عن رأيه في أول انتخابات اشتراعية تنظمها البلاد كانت الكلمة للاسلاميين". واتهم جهات اجنبية لم يفصح عنها بالتلاعب بمصير الشعب الجزائري. وقال "ان الجزائر مستهدفة لأنها تحتل مكانة مهمة داخل المغرب العربي وكانت لديها اتصالات مع اوروبا خصوصاً مع فرنسا". وسئل عبدالكريم الخطيب عن تطورات الأوضاع الداخلية المغربية فاعتبر "ان سلسلة الاضرابات التي تقوم بها النقابات مجرد مزايدات سياسية ولا تحمل وراءها مبررات اقتصادية. ان هذه الاضرابات تترجم تنافس المركزيات النقابية، ووجود صراعات بين الاحزاب المشاركة في الحكومة"، في اشارة الى سلسلة الاضرابات التي قامت بها الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل الموالية لحزب الاتحاد الاشتراكي بزعامة اليوسفي اخيراً في مجالات يديرها وزراء استقلاليون. وقال الخطيب "إن هذا الصراع يهدف الى تحقيق مكاسب سياسية نقابية يرغب من خلاله بعضهم في البقاء مسيطراً على الميدان". وأضاف ان الاضرابات التي تدعو اليها الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل تجسد "صراعاً داخل حزب الاتحاد الاشتراكي قبل انعقاد مؤتمره المقبل". ووصف الخلافات بين تنظيم شباب الاتحاد والحزب بالخطير. وقال "ان هناك انعدام انسجام كبير بين الشباب وبين شيوخ الحزب". واعتبر ان الصراع داخل الحكومة لا يسمح بالمضي في اتخاذ تدابير ملموسة، لكنه اكد مواصلة دعم حزبه للحكومة. وقال: "اننا نثق في رئيس الحكومة، ونعلم ان لديه رغبة في حل كثير من المشاكل الموجودة". وطالب الخطيب التيارات الاسلامية في المغرب "تبني سياسة الاعتدال والعمل على تحصين البلاد امام التطرف الاسلامي". وقال "انه يجب على الاحزاب المغربية بمختلف توجهاتها السياسية العمل من اجل الحفاظ على وحدة البلاد وحمايتها من المخاطر التي تهددها". وطالب بالافراج عن زعيم جماعة العدل والاحسان. وقال ان "الشيخ ياسين مظلوم ولا شيء يبرر وضعه"، متمنياً الافراج عنه "حتى يأخذ مكانه في الحياة السياسية في البلاد". واعتبر ان طلب وزير حقوق الانسان محمد اوجار من الشيخ ياسين التماس العفو من العاهل المغربي "امر غير مقبول لأن الشيخ ياسين لم توجه اليه اي تهمة تستحق طلب العفو. وهو انسان له افكار سياسية خاصة به. ان المغرب مجتمع قانوني تطبق فيه حقوق الانسان ومن غير المفهوم ان يلتمس ياسين العفو وكل الاحزاب السياسية تطالب بالافراج عنه". وأضاف ان وضع الشيخ ياسين "ليس من اختصاص الحكومة، وان في امكان الملك الحسن الثاني اصدار امر برفع الاقامة الجبرية عنه قريبا".