نيويورك، القدسالمحتلة - أ ب ، أ ف ب - أثار تعيين الديبلوماسي النروجي تيري رود لارسن منسقاً خاصاً للأمم المتحدة في عملية السلام في الشرق الاوسط ردود فعل متناقضة في اسرائيل، إذ أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اتخذ موقفاً مخالفاً في ما يبدو لموقف وزارة الخارجية التي اعلنت انها سترفض التعاون مع لارسن. وأوضح امير ابراموفيتس الناطق باسم وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين لوكالة "فرانس برس" ان باراك "لا يعترض على هذا التعيين بل يؤيده". وكان الناطق ينقل حديثا جرى بين بيلين وباراك اول من امس الثلثاء بهذا الخصوص. ولم يدل باراك بأي تصريح علني حول هذا الموضوع بعد لكن موقفه هذا يتناقض وموقف وزارة الخارجية برئاسة ديفيد ليفي. وأوضح ابراموفيتس ان باراك قال لبيلين الثلثاء قبل توجه رئيس الوزراء الى المانيا انه "لا يعترض على التعيين بل يؤيده". وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية قال امس في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان اسرائيل سترفض التعاون مع المنسق الدولي الجديد النروجي تيري رود لارسن. وأعلنت الأممالمتحدة الثلثاء ان امينها العام كوفي انان عين لارسن، أحد صانعي اتفاقات اوسلو للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، منسقاً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط. ويحمل لارسن أيضاً لقب ممثل خاص لدى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. وبصفته منسقاً، فهو مكلف خصوصاً المساعدات الاقتصادية التي تقدمها وكالات الأممالمتحدة للفلسطينيين. وقال مساعد الناطق باسم انان، مانويل دي الميديا إي سيلفا ان لارسن سيكون برتبة نائب للأمين العام وسيتولى مهماته في نهاية ايلول سبتمبر الجاري مكان شينمايا غاريخان. وأثار تعيين لارسن ممثلاً لدى الفلسطينيين احتجاج بعثة اسرائيل لدى الأممالمتحدة التي قالت في بيان ان اسرائيل "لا يمكن ان تقبل بتوسيع مهام منسق الأممالمتحدة". وفي اشارة الى المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين منذ مؤتمر مدريد العام 1991، أضافت البعثة الاسرائيلية ان "أية محاولة لتغيير بنود المرجعية بما فيها تورط الأممالمتحدة في عملية المفاوضات، أمر لا تقبل به اسرائيل". إلا أن الأممالمتحدة أوضحت ان اللقب الجديد كممثل خاص لدى الفلسطينيين هو في الواقع بمثابة مهمة الممثل الخاص لدى الأراضي المحتلة يونيسكو ومقره في غزة. وسبق ان كان لارسن على رأس "يونيسكو" من العام 1994 الى 1996 ثم عين العام 1998 مستشاراً خاصاً للحكومة النروجية في ما يتعلق بعملية السلام. ورد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مانويل دي الميديا اي سيلفا ان تعيين لارسن تم بتنسيق بين النروج واسرائيل، اضافة الى ان مجلس الأمن لم يبد أي اعتراض عليه. وكان أنان قال الثلثاء لدى إعلانه تعيين لارسن انه قرر توسيع تفويض ومسؤوليات واسم المنصب لأخذ "التطورات الأخيرة المشجعة في عملية السلام في الشرق الأوسط" في الاعتبار. وسيمثل لارسن الأمين العام للأمم المتحدة في المناقشات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لكن بيان وزارة الخارجية الاسرائيلية امس رفض اي توسيع لدور الأممالمتحدة، وقال ان اساس عملية السلام بين اسرائيل والعرب هو المفاوضات المباشرة. ورداً على هذه النقطة قال دي الميديا اي سيلفا ان "الأممالمتحدة ستواصل، كما فعلت في الماضي، احترام ودعم المفاوضات المباشرة بين الأطراف". يذكر ان اسرائيل والولايات المتحدة سعتا دوماً الى تهميش دور الأممالمتحدة في عملية السلام خشية من نفوذ الكتلة العربية في الجمعية العامة. لكن مسؤولاً اميركياً طلب عدم ذكر اسمه قال ان واشنطن تدعم تعيين لارسن بالنظر الى انه "زميل موثوق يحظى بالتقدير في السعي لاحلال السلام في الشرق الاوسط".