وصف الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الاربعاء الوضع الراهن في الشرق الاوسط بانه غير مقبول كما انتقد جهود تطبيق (خارطة الطريق) للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين بقوله انها غير كافية على الاطلاق. وقال انان في رسالة وجهها الى ندوة دولية حول الشرق الاوسط نظمتها الاممالمتحدة في بكين ان الطريق للعودة الى خارطة الطريق سيكون صعبا. واضاف ان الوضع القائم حاليا غير مقبول. وكان الفلسطينيون والاسرائيليون وافقوا في حزيران/يونيو الماضي على خارطة الطريق التي صاغتها اللجنة الرباعية المؤلفة من الاممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. الا ان الخطة التي تشمل رؤية باقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005، تعثرت رغم جهود انعاشها. وتابع انان انه على الرغم من وضوح خارطة الطريق وقبولها من جانب الطرفين والخطوات المعقولة والمتبادلة التي تدعو اليها لتحقيق رؤية دولتين هما اسرائيل وفلسطين تعيشان بامان جنبا الى جنب، ما زالت الجهود التي تبذل لتطبيقها غير كافية على الاطلاق. وكانت اللجنة الرباعية قد تحركت مؤخرا لاحياء خارطة الطريق بالموافقة على خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة. ورغم الجهود الجديدة لاعادة احياء خارطة الطريق قال انان انه يشعر بخيبة امل من احداث العنف المتزايدة في المناطق المضطربة. واضاف اعرف انكم تشاطرونني انزعاجي الكبير بسبب تعثر العملية السياسية والخوف والمرارة التي تسود عند الجانبين وبسبب تصاعد العنف والتدمير الذي شهدناه في الاسابيع الماضية. وحذر تيري رود لارسن المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط من ان عدم التحرك يمكن ان يؤدي الى مزيد من التدهور في الوضع. وقال في كلمة القيت نيابة عنه في الندوة اذا لم نتحرك فان الامور ستصبح اسوأ. واضاف ان بعض الناس يعتقدون ان الوضع وصل الى نقطة متدنية الى درجة لا يمكن بعدها ان يتدهور اكثر من ذلك. لكن ذلك ممكن. وقال رود لارسن ان حل اقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية هو الطريق الوحيد الى الامام اذا اردنا حل ازمة الشرق الاوسط المعقدة. واضاف ان البعض يدعو الى التخلي عن حل الدولتين برمته لكنني احذر من ذلك. واوضح ان الحل القائم على دولتين رغم عيوبه يبقى الحل الوحيد الذي يمكن ان يحقق بالفعل الطموحات الوطنية للشعبين ويحظى بدعم كاف من الاسرائيليين والفلسطينيين. واشار لارسن الى ان المجتمع الدولي رحب بالخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة باعتبارها فرصة لاستئناف عملية السلام بشكل يؤدي الى انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية. وتابع لكن قبل ان يحدث ذلك على كل جانب ان يقوم بدوره (..) ورغم ان المبادرة احادية الجانب الا ان تطبيقها يتطلب التعاون بين كافة الاطراف بما فيها المجتمع الدولي. واكد انه على اسرائيل ضمان تطبيق اجراءات مماثلة في الضفة الغربية والا تفترض ان ذلك يعوض عن الايفاء بالالتزامات الاخرى المتعلقة بتوسيع المستوطنات اليهودية. اما السلطة الفلسطينية فعليها وضع ضوابط امنية في المناطق التي يتم اخلاؤها والتحرك من اجل جعل الانسحاب من غزة لحظة تفاؤل بدلا من لحظة بدء مزيد من المشاكل، طبقا للارسن.