تشهد فيينا، بدءاً من بعد غد الأربعاء، اجتماعاً لوزراء نفط دول منظمة "أوبك"، تتركز المفاوضات خلاله على اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة خلفاً للأمين العام الحالي الوزير النيجيري رولوانو لقمان، وليس على تقويم الحصص الانتاجية، كما يحصل تقليدياً في مؤتمرات المنظمة. راجع ص11 وأمام "أوبك" اختيار أمينها العام الجديد من بين ثلاثة مرشحين هم: السعودي سليمان الحربش والإيراني كاظم بور اردبيلي والجزائري الرئيس الحالي ل"أوبك" يوسف اليوسفي الذي فاجأ ترشيحه المتأخر عدداً من الدول الأعضاء في المنظمة. ورغم ان نتيجة الاجتماع معروفة مسبقاً في ما يتعلق بمستوى انتاج المنظمة، فإن الوزراء سيعلنون في بيان لهم الاستمرار في خفض الانتاج، الذي كان أقرّ خلال اجتماعهم الماضي، وسيستمر العمل بموجبه حتى موعد المؤتمر العادي المقبل للمنظمة في آذار مارس المقبل، في ظل مستويات أسعار مرضية كونها تجاوزت 20 دولاراً للبرميل. ويبقى الاجتماع مهماً، لأن منصب الأمين العام مهم في حد ذاته، لمتابعة الجهود على صعيد السياسة الانتاجية. ويتم اختيار الأمين العام بالاجماع، ما يعني أن رفض دولة ما لمرشح ما يحول دون توليه المنصب. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان المملكة العربية السعودية أجرت اتصالات على أعلى المستويات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لتذكير الجزائر بالجهود التي قامت بها السعودية من أجل إعادة الاستقرار إلى السوق النفطية، داعية الجانب الجزائري إلى دعم المرشح السعودي للأمانة العامة من أجل وحدة المنظمة وفعاليتها. وكان المرشح الجزائري يوسف اليوسفي أثار استغراب العديد من الدول، كونه أكد خلال وجوده في السعودية أنه بصفته رئيساً ل"أوبك" لن يخوض في قضية المرشحين لمنصب الأمين العام. كما أكد في اجتماعاته مع المسؤولين، ان مرشح السعودية هو بمثابة مرشح للجزائر، لكنه لدى عودته إلى بلاده، أعلن ترشيح نفسه للمنصب. يذكر أن السعودية لم تشغل الأمانة العامة ل"أوبك" سوى لمدة سنة واحدة فقط في تاريخ المنظمة، على رغم أنها الدولة الأساسية فيها. ومن المتوقع أن تكون المفاوضات جادة بين أعضاء "أوبك" حول هوية الأمين العام الجديد للمنظمة، على رغم ان للسعودية تأييداً كبيراً بين أعضاء المنظمة، مثل فنزويلا وأندونيسيا ونيجيريا، فضلاً عن دول مجلس التعاون الخليجي. إلا أن القضية تتطلب اجماعاً قد يعرقل الأمور ويطيل مدة الاجتماع الذي من المتوقع أن ينهي أعماله يوم الجمعة. وكان شاع أمس ان السعودية وإيران اتفقتا على تناوب مندوبيهما على تسلم المنصب لمدة ثلاث سنوات لكل منهما، إلا أن الرياض نفت وجود مثل هذا الاتفاق. ويبدو ان فكرة التناوب طرحت وبحثت ولم يتفق عليها. إلى ذلك، سيتطرق وزراء النفط إلى الإعداد لقمة آذار المقبل التي دعا رئيس فنزويلا هوغو شافيز لعقدها في بلاده، وأيضاً إلى تطورات السوق النفطية. فعلى رغم تحسن الأسعار، لا يزال هناك حذر نتيجة وجود كميات مرتفعة من النفط في المخزون العالمي تؤثر في الاسعار.