تمسك زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق بمبادرة الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد، ودعا الى دمج المبادرة المصرية - الليبية فيها مؤكداً رفضه ازدواج المبادرات وشدد على ان مبادرة "ايغاد" هي الأكثر صدقية فيما أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية المصرية اتفاقاً مع قرنق على إرجاء اجتماع اللجنة التحضيرية للحوار بين الحكومة والمعارضة الى الأسبوع الثالث من تشرين الأول اكتوبر المقبل بعد اجتماع قيادة المعارضة السودانية. وقال الناطق إن وزير الخارجية السيد عمرو موسى التقى قرنق الاثنين وبحثا في تطورات المبادرة المصرية - الليبية. ونقل الناطق عن قرنق "تأييده لمبادرة القاهرةوطرابلس ودعمه جهود موسى". وعقد قرنق مؤتمره الصحافي في مقر اقامته في فندق "ميرديان مصر الجديدة" قبل مغادرته الى نيجيريا، تحدث فيه عن موقفه من المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة "ايغاد" مؤكداً رفضه "ازدواج المبادرات" ودعا الى توحيد المبادرتين، مؤكداً التزامه مبادرة ايغاد"، وقال ان "مبادرة إيغاد تعد الأكثر صدقية ولا يجب ان تكون هناك مبادرة موازية ومن الافضل التنسيق بين المبادرتين". واتهم الحكومة السودانية بالتطرف وبممارسة الابادة الجماعية والاتجار في الرق، ورأى أن هذه الحكومة لا يمكن إصلاحها" مؤكداً التزامه قرارات هيئة القيادة الصادرة في اسمرا وطرابلس في شأن الحل السلمي. وأيد قرنق مبدئياً اعلان طرابلس فيما يتعلق بالمفاوضات مع الحكومة، لكنه دعا الى اجتماع لهيئة قيادة المعارضة لبلورة موقف مشترك للمعارضة السودانية للحفاظ على وحدة التجمع والحؤول دون حدوث انقسامات في صفوف المعارضة. ودعا النظام السوداني الى تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي وردت في إعلان طرابلس الصادر في الأول من آب اغسطس الماضي. واضاف قرنق ان تحفظاتنا عن موقف الحكومة في السودان لأننا لا نثق في جديتها، مشيراً الى الهجوم الذي شنه الرئيس السوداني عمر حسن البشير اخيراً على المعارضة. وقال، نعترف بالدور الرئيسي لمصر وليبيا في حل النزاع السوداني دفاعا عن مصالحهما المشتركة، ومن هذا المنطق رحبنا بالوساطة المصرية - الليبية لايجاد حل شامل للازمة السودانية". وفي شأن اصراره على التمسك بمبادرة "إيغاد" على رغم فشلها، أكد قرنق انه على رغم توقف المفاوضات بين حركته والحكومة السودانية إلا أن "إيفاد" "لم تفشل من الناحية الفنية، وما دعا الوسطاء الى تأكيد استمرار المبادرة، ولهذا يجب التمييز بين المبادرة وبين المفاوضات التي تتم في اطارها والتي يمكن القول إنها فشلت في هذه المرحلة إذ توقفت عند نقتطين اساسيتين هما علاقة الدين بالدولة وحق تقرير المصير". وفي شأن عدم مشاركة قوى المعارضة السودانية الاخرى في مفاوضات "إيغاد"، قال إن "أهم ما يميز المبادرة المصرية - الليبية انها شاملة وتضمن مشاركة كل قوى المعارضة، لذلك من الضروري ان نبحث عن صيغة اخرى تشمل كل قوى المعارضة، لكن يجب ايضا الا تتناقض مع مبادرة "ايغاد" باعتبارها المبادرة الموجودة على المائدة حالياً والتي يجب ان تعززها وتدمجها المبادرات الاخرى". وتطرق الى اتهامات رئيس مجلس الجنوب رياك مشار له بالديكتاتورية وانتهاك حقوق الانسان وأكد ان سجل حركته في مجال حقوق الانسان "متاح للجميع" وانه لا ينكر حدوث "بعض التجاوزات". ورحب بتعيين مبعوث خاص للرئيس الاميركي لشؤون السودان، وقال إنها "خطوة مهمة ستساهم في مزيد من الضغوط على الحكومة السودانية للتخلي عن مواقفها المتعنتة"، وأكد أنه سيتعاون مع المبعوث الاميركي هاري جونستون في اطار الجهود التي تبذل حالياً لإيجاد حل للنزاع. ونفى حصول حركته على مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة، وقال إن "مساهمة اميركا تنحصر فقط في المساعدات الانسانية".