نقلت وكالة "انباء الشرق الاوسط" عن مصدر ديبلوماسي مصري أن وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وامين اللجنة الشعبية العامة الليبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي السيد عمر المنتصر وقعا في ختام اجتماعهما الثاني مساء أمس في القاهرة على محضر "اجتماع اللجنة المصرية - الليبية المشتركة للوفاق الوطني والحل السياسي الشامل في السودان". ولم يذكر المصدر تفاصيل اخرى عن المحضر. عقد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى جلسة محادثات ثانية امس مع أمين اللجنة الشعبية الليبية للاتصال الخارجي وزير الخارجية السيد عمر المنتصر. وقال المسؤول الليبي عن تحفظ واشنطن على هذه المبادرة، ان لا علاقة للولايات المتحدة بها، ان الأزمة السودانية افريقية يحلها الأفارقة. وكان موسى والمنتصر عقدا مساء أول من امس جلسة محادثات استمرت ساعتين عقب وصول المسؤول الليبي الى القاهرة. وصرح الوزير المصري عقب هذه الجلسة بأن محادثاته كانت "طيبة" وعرضت للاتصالات التي جرت أخيراً مع الحكومة والمعارضة السودانية ودول "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. وأوضح ان هناك محطات مقبلة سيتم الاتفاق عليها بين الجانبين المصري والليبي من خلال جدول للأعمال، مشدداً على ضرورة استمرار المبادرة المصرية - الليبية بالتنسيق مع مبادرة "ايغاد". ابعاد عدة للمشكلة ورأى موسى "أن المبادرة المصرية - الليبية سدت فجوة مهمة جداً تعرضت لها مشكلة السودان من منطلق أن مبادرة "إيغاد" تتحدث عن زاوية واحدة من زوايا المشكلة السودانية، في حين نرى ان المشكلة لها أكثر من زاوية تتطلب الدخول في كل تفاصيلها حتى يمكن حلها". وقال "إن المشكلة في السودان ليست بين الشمال والجنوب فقط بل ان هناك مشكلة كبيرة بين الجنوب والجنوب وأخرى بين الشمال والشمال وأيضا هناك مشكلة بين الشمال والجنوب، وبين السودان وجيرانه مشكلة أخرى". وأضاف أن دول الجوار للسودان من الجنوب لا تستطيع وحدها ان تدعي الحق في ان تسوي هذه المشكلة. وأكد اهتمام كل جيران السودان بالأزمة السودانية، وأن لدى مصر مصلحة مهمة لا يمكن تجاهلها في هذا الشأن. وقال: "إننا لا ننكر على دول إيغاد حقها في السعي الى حل مشكلة السودان، وفي المقابل، لا يصح أن ينكروا على مصر أو ليبيا أو أي من جيران آخرين وجود المصلحة نفسها". الاعتراض الاميركي ورداً على سؤال عما تردد عن وجود عقبتين أمام حل المشكلة السودانية وهما المعارضة الاميركية للمبادرة المصرية - الليبية وكذلك موقف زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق منها، قال موسى: "إن مصر لا ترى هذه الأمور كعقبات تحول دون حل المشكلة ... ولا يمكن القول إن المشكلة السودانية هي مشكلة خاصة لا يتدخل فيها أحد او أنها مشكلة خاصة ببعض جيران السودان دون الآخرين. وهناك مجموعة شركاء ايغاد ما يؤكد وجود اهتمام دولي بالمشكلة". وقال المنتصر رداً على التحفظ الاميركي على المبادرة المصرية - الليبية: إن الولاياتالمتحدة لا دخل لها، وبالاتفاق مع الاشقاء نؤكد أنها مشكلة افريقية يتم حلها من قبل الافارقة ولا دخل للولايات المتحدة بها أو أي دولة خارج القارة". وأضاف المنتصر أن قرنق لم يعارض المبادرة المصرية - الليبية بل يؤكد دعمه لها، موضحاً أن ليس للسودانيين سوى المبادرة المصرية - الليبية، خصوصاً أنه ليس امامهم سوى هذه المبادرة لنجاح جهود حل المشكلة. ورداً على سؤال عن موقف ليبيا من مبادرة "ايغاد" وهل سيؤثر هذا على دور ليبيا وافريقيا، قال المنتصر إنه يجب التنسيق بين المبادرتين. مشيراً إلى أن دول "ايغاد" لا ترفض المبادرة المصرية - الليبية وكشف عن اتصالات مع دول "ايغاد" في هذا الشأن. دمج المبادرتين وعما تردد عن دمج المبادرتين، قال المنتصر "لا يوجد دمج وانما يوجد تنسيق بينهما". وأوضح عن اتهام المعارضة السودانية للحكومة بأنها لم تتخذ الخطوات الكافية لتهيئة اجواء المصالحة وقال: "إن الحكومة السودانية قامت ببعض الخطوات المتفق عليها".