ينتظر ان تختتم في كمبالا، اليوم، اجتماعات قادة المعارضة السودانية بعد مداولات استمرت ثلاثة أيام واتسمت بخلاف حاد في شأن الموقف من التفاوض مع الحكومة السودانية والمبادرة المصرية - الليبية. وبذلت مساع خلال يوم أمس لإيجاد حلول وسط تمنع انفراط عقد المعارضة السودانية وسط شد وجذب شديدين بين حزب الأمة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وركزت مناقشات المعارضة على قضايا أساسية هي إصدار إعلان مبادئ للتفاوض مع الحكومة، وإتخاذ موقف في قضية التنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد. يذكر أن قرنق رفض المبادرة المصرية - الليبية وفضل التفاوض من خلال مبادرة "إيغاد"، في حين رأى حزب الامة أن المبادرة الافريقية لا تشمل بقية قوى المعارضة ودعا الى إعتماد المبادرة المصرية - الليبية. وفي شأن إعلان المبادئ رفضت قوى المعارضة بإستثناء حزب الامة اصدار الاعلان لأن ذلك سيعني إعتمادا لاتفاق "نداء الوطن" الذي توصل اليه حزب الامة مع الحكومة السودانية في جيبوتي أخيراً. واستمر التباين في المواقف طوال يوم أمس، لكن مشاركين في الاجتماع سعوا الى تقريب وجهات النظر وتحقيق حل وسط بين الموقفين. وعلمت "الحياة" أن المشاركين في الاجتماع اقروا تشكيل لجنة فنية تتولى طرح صيغ جديدة للافكار المطروحة وبينها إشراك دول شمال افريقيا وجنوبها في مبادرة "إيغاد" ما يعني عملياً استيعاب مصر وليبيا في هيئة جديدة وضم قوى المعارضة الى حركة قرنق في مبادرة "إيغاد" التي تركز فقط على التفاوض بين الحكومة وقرنق. ومن الاقتراحات ترك "الحركة الشعبية" تواصل التفاوض مع الحكومة عبر "إيغاد"، والسماح للاحزاب الشمالية بالتفاوض عبر المبادرة المصرية - الليبية، مع تخويل هيئة قيادة التجمع صلاحية الاشراف على عمل الفريقين. ويعد هذا الاقتراح حلاً وسطاً، لكنه سيكرس في الوقت ذاته انفصالاً بين مسارين للتفاوض على أساس شمال - شمال وشمال - جنوب.