اعتبر رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي أن لا أساس للكلام عن مخاوف المسلمين في بلاده. وقال في تصريحات إلى "الحياة" إن أي توتر مع المسلمين لم يحصل "حتى اثناء الحرب مع الباكستانيين" في كشمير. وأشار إلى "المخلصين" من المسلمين في الهند، قائلاً إنهم "ساهموا في المجهود الحربي في كشمير". ورأى ان تلك الحرب شكلت "صدمة للشعب الهندي الذي شعر بأنه تعرض للغدر" من جانب باكستان. واعترف بأن تلك الحرب "دعمت فرص فوز حزبه في الانتخابات". وكان فاجبايي يتحدث على هامش إحدى حملاته الانتخابية التي اتقنها عبر التجارب المتكررة، مثلما اتقن الحديث الى الصحافة كونه صحافياً سابقاً. وهذه المرة الأولى منذ شهرين التي يعطي فيها حديثاً خاصاً إلى الصحافة، كون اللجنة الانتخابية حظرت عليه ذلك. وهنا نص الحديث: ما هو تصورك للهند في الألفية الجديدة؟ - أريد ان أرى الهند وقد تخلصت من الجوع والمرض والفقر. أريد أن أراها بلداً قوياً واثقاً بنفسه يعمل من أجل مصلحة الانسانية جمعاء، ودولة حريصة على السلام تسعى نحو عالم يخلو من الاضطهاد. إذا عاد حزب "جاناتا بارتي" الى السلطة فسيكون على رأس تحالف يضم عشرة احزاب على الأقل. كيف ستقود هذه المجموعة المتنافرة؟ - الأحزاب الصديقة كلها ذات خبرة في التعاون. غالبيتها كانت معنا في الحكومة الأخيرة. ولم يخرج عن الائتلاف سوى حزب واحد فيما بقي الجميع. ولنا برنامج مشترك والتزمنا العمل سوياً. ويشعر الكثيرون بأننا سنفي بالتزامنا. هناك مخاوف لدى الأقليات من أن عودة حزب "جاناتا بارتي" إلى السلطة سيعني تعريضها الى الاضطهاد. ماذا ستفعلون ازاء ذلك؟ - لا أساس لمخاوف من هذا النوع. مارسنا السلطة طوال 17 شهراً ساد خلالها السلام والوئام بين الطوائف. ولم يكن هناك توتر حتى اثناء الحرب مع باكستان. بل ان المخلصين من المسلمين ساعدوا الحكومة الهندية في مجهودها الحربي. وواجهنا العالم كبلد واحد موحد. اذن، من أين تأتي المخاوف؟ ماذا عن تشييد معبد هندوسي في أيوديا على موقع المسجد البابري؟ - هذه قضايا قانونية أمام المحكمة حالياً ولا اتخذ فيها قراراً. إضافة الى المسلمين، كانت هناك أيضاً هجمات على أقليات أخرى، مثل المسيحيين؟ - لا بد أن تكون في بلد متنوع مثل الهند عناصر منحرفة اجتماعياً يجب على القانون ضبطها. ولا يمكن للحكومة أو الحزب تحمل كل المسؤولية عنها. لكن لا يمكنك ان تنكر وجود مبررات لمخاوف لدى الاقليات؟ - كلا، لا توجد مخاوف. ماذا عن أزمة كارغيل كشمير، هل ستؤثر في الانتخابات؟ - نعم. سيكون لها تأثير عميق في الانتخابات. قبل كارغيل، قمت برحلة في حافلة إلى لاهور الباكستانية، وتلا ذلك اعلان مشترك أنعش أمل السكان بتقوية العلاقة بين الهندوباكستان وجعلها أكثر ودية. لكن ما حصل في كارغيل بعد ذلك، شكل صدمة لشعب الهند الذي شعر بأنه تعرض للغدر. تحملنا خسائر بشرية كبيرة بين العسكريين وهو ما آلم شعب الهند بعمق ولا شك في أنه سيؤثر في الانتخابات. هل ترون ان الصراع دعم الفرص الانتخابية لحزبكم؟ - كارغيل ستؤثر على فرص كل الأحزاب، لماذا اذن التركيز على حزبنا؟ المسألة ليست دعم فرص "جاناتا بارتي"، إذ كنا في السلطة وواجهنا التحدي وخضنا الحرب. وتعاملنا مع القضية بالكثير من الجَلَد والصبر. وهذا بالتأكيد سيؤثر في الناخب... أو هكذا آمل.