نيودلهي - دبا - خفف رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي من حدة لهجته تجاه باكستان امس الاثنين، مشيرا الى أنه سوف يتعين على نيودلهي أن تجد "أرضية مشتركة" لاستئناف المحادثات الثنائية مع جارتها. وعلى صعيد توقيع بلاده معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، أشار فاجبايي إلى أن نيودلهي ستتخذ موقفا تجاه هذه المسألة في ضوء اجماع وطني بعد الانتخابات التي تبدأ الشهر المقبل. وفي الوقت نفسه، وعد فاجبايي بزيادة ميزانية الدفاع في البلاد وذلك فى اطار الشعارات الانتخابية للتيار الهندوسي المتطرف الذي يتزعمه. وبات هذا التيار الاوفر حظا بالفوز في الانتخابات. واوضح رئيس الوزراء انه سيعمل على "تصحيح الخلل" فى الميزانية الحالية ويعالج "الاهمال" الذي ارتكبته الحكومات السابقة فى المجال العسكري من دون ان يعطي أى ارقام. وقال فاجبايي عقب اجتماع لتدشين برنامج عمل التحالف الوطني الديموقراطي الحاكم المؤلف من 18 حزبا وجماعة إقليمية تمثل المتطرفين الهندوس، انه "يتعين التوصل إلى أرضية مشتركة" مع باكستان. واضاف: "سنوجه جهودنا في هذا الاتجاه". وكان رئيس الوزراء الهندي قال في خطاب إلى الامة بمناسبة عيد الاستقلال اول من أمس ان حكومته لن تستأنف المحادثات مع باكستان إلى أن تتوقف الاخيرة عما وصفه بالارهاب عبر الحدود. وكان النزاع تجدد بين الجارتين النوويتين اخيرا في أعقاب تسلل مسلحين إسلاميين تتهم الهندباكستان بدعمهم، الى الشطر الهندي من كشمير. النووي وعلى صعيد توقيع بلاده على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، أشار رئيس الوزراء الهندي إلى أن نيودلهي ستتخذ موقفا تجاه هذه المسألة عقب الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في شهري أيلول سبتمبر وتشرين الاول أكتوبر المقبلين. وأوضح: "علينا أن نخرج بإجماع وطني حيال ذلك". وأضاف: "يجب أن نخلص إلى رأي نهائي في هذا الصدد بعد الانتخابات". وقال ان حكومته إذا عادت إلى السلطة بعد الانتخابات العامة، سوف تشرك المعارضة أيضا في محاولة بلورة هذا الاجماع. وكانت الهند أشارت حتى الان إلى أنها لن توقع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ما لم يتم التوصل إلى جدول زمني يتم بموجبه نزع ترسانات هذه الاسلحة من كل الدول النووية في العالم. كما أجرت الهند سلسلة من التفجيرات النووية التجريبية في أيار مايو من العام الماضي بمنطقة بخران في الصحراء الهندية الكبرى المتاخمة لباكستان. وردت إسلام أباد بتجارب نووية مماثلة. وفي أعقاب التجارب النووية، فرضت القوى الكبرى والدول الصناعية الرئيسية في العالم عقوبات اقتصادية على البلدين الجارين في جنوبي آسيا. ومن المقرر أن يخوض تحالف الاحزاب الثمانية عشرة بقيادة حزب "جاناتا بارتي" الهندوسي الذي يتزعمه فاجبايي الانتخابات العامة المقبلة ببرنامج موحد للفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد مجلس النواب المؤلف من 545 عضوا. الحرب والانتخابات وخلال مهرجان تدشين برنامج التحالف، وضعت صورتان ضخمتان لرئيس الوزراء الهندي في خلفية مقاعد كبار قادة التحالف. وأظهرت إحدى الصورتين فاجبايي أثناء مصافحته للجنود الهنود في قطاع كارغيل بإقليم كشمير. ورفعت لافتات ضخمة كذلك كتب على إحداها : "هذا هو القائد الذي تثق به في الحرب والسلام" وأخرى كتب عليها "حقق الرخاء في السلام والنصر في الحرب". وكانت استطلاعات عدة للرأي العام، أشارت إلى أن التحالف الحالي بزعامة فاجبايي سيفوز بالغالبية في البرلمان الجديد. على صعيد آخر، اعلن رئيس لجنة الطاقة النووية في الهند رجاغوبالا شيدامبارام امس، ان بلاده تملك القدرة على صنع قنبلة نيوترونية. واوضح شيدامبارام وهو "مهندس" البرنامج النووي الهندي في حديث نشرته وكالة الانباء الهندية "برس تراست او انديا" ان الهند اصبحت بعد التجارب النووية التي اجرتها في ايار مايو 1998، قادرة على تطوير اسلحة نووية "من كل نوع وحجم". والقنبلة النيوترونية هي قنبلة نووية حرارية، تقتل الكائنات الحية من دون ان تؤثر على الابنية. وبالرغم من اعلانها وقف اي تجارب جديدة فإن نيودلهي تواصل برنامجها للابحاث المتعلقة بالتسلح. وتأتي تصريحات شيدامبارام بعد شهر من اعلان الصين انها تملك تكنولوجيا القنبلة النيوترونية.