أفادت وسائل الإعلام البوسنية ان زعيم الصرب السابق رادوفان كاراجيتش المتهم بارتكاب جرائم حرب، شوهد في مدينة سريبرينيتسا، شرق البوسنة قرب الحدود مع صربيا. ونقلت صحيفة "دنيفني افاز" الصادرة في ساراييفو أمس الأربعاء عن أشخاص انهم شاهدوا كاراجيتش يتجول في شوارع سريبرينيتسا ومعه العضو الصربي السابق في هيئة الرئاسة البوسنية مومتشيلو كرايشنيك فيما نصب أنصاره الحواجز على مداخل المدينة "ليتمكن من التجول بحرية في وسطها". وأضافت الصحيفة ان كاراجيتش توقف أمام أحد المحلات التجارية وألقى كلمة دعا فيها الشعب الصربي إلى عدم ترك هذه المدينة "التي سجل الصرب فيها واحدة من اسطع الصفحات في تاريخهم". وأشاد كاراجيتش في كلمته بمآثر المقاتلين الصرب الذين "أعادوا سريبرينيتسا صريبة"، وقال: "إنها اإن مدينتنا". وذكر الشهود ان كاراجيتش غادر سريبرينيتسا فيس يارة بصحبة كرايشنيك باتجاه فندق "بيلي فودا" المطل على بحرية "بيروتشاتشكو" جنوب شرقي المدينة. وقال الناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في البوسنة جاك بواريه للصحيفة: "يسعدنا انكم قدمتم إلينا هذه المعلومات، إلا أنني لا تساطيع الافصاح لكم عما سنفعله، لأن لدينا قوات أمن مهتمة بذلك"، وأضاف: "وكما تعلمون فإن قوة حفظ السلام تدعم بالكامل عمل محكمة جرائم الحرب ونعمل الآن على جمع المعلومات اللازمة، وسنتقصى الحقائق في هذا الشأن". محكمة لاهاي وامتنع الناطق باسم محكمة جرائم اوليف ميليشيتش الاجابة عن سؤال للصحيفة يتعلق بكاراجيتش واكتفى بالقول: "نأمل أن ينتقل كاراجيتش من الفندق المذكور إلى أقرب مطار ليتوجه فوراً إلى لاهاي". معلوم ان المسلمين كانوا يشكلون 74 في المئة من سكان سربيرينيتسا البالغ عددهم 37 ألف نسمة قبل الحرب، وصمدوا نحو 38 شهراً أمام الحصار العسكري الصربي، واعتبرت المدينة من الملاذات الآمنة التي ترعاها الأممالمتحدة، إلا أن القوات الصربية اقتحمتها في 11 تموز يوليو 1995 بتوجيه من كراجيتش، واشراف قائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش ما أدى إلى افراغها من سكانها المسلمين بعدما قتل حوالى عشرة آلاف منهم. ذكرى رابعة ويرجح مراقبون ان يكون ظهور كاراجيتش في سريبرينيتسا لمناسبة الذكرى الرابعة لسيطرة الصرب عليها في عملية تحد اعتاد كاراجيتش عليها بين وقت وآخر منذ أصبح مطلوباً من محكمة لاهاي. وكانت معلومات توقعت منذ سنتين أن يكون كاراجيتش انتقل إلى أوكرانيا أو روسيا البيضاء أو اليونان، لكنها رجحت اقامته في جمهورية الجبل الأسود أو صربيا بعدما أعلنت رئيسة صرب البوسنة آنئذ بيليانا بلافيتش أن وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت طلبت منها اثناء زيارتها لبانيالوكا البوسنة في حزيران يونيو 1997 التوسط لدى كاراجيتش "لمغادرة البوسنة وعدم الظهور فيها والكف عن تصريحاته العنيفة في مقابل تخلي القوات الدولية عن ملاحقته". واللافت ان ظهور كاراجيتش تزامن مع لقاء الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الأسبوع الماضي، مع وفد من صرب البوسنة بزعامة رئيس جمهورية صرب البوسنة الحالي نيكولا بوبلاشين الذي أبعده المسؤولون الدوليون عن منصبه وهو زعيم الحزب الراديكالي المتطرف في البوسنة، يرافقه مومتشيلو كرايشنيك عضو هيئة الرئاسة البوسنية السابق والقيادي في الحزب الديموقراطي الذي كان يقوده كاراجيتش. وتزامنت هذه التطورات مع تصاعد اتهامات بلغراد للمسؤولين الدوليين في البوسنة وكوسوفو بأنهم ينفذون مخططات أميركية معادية للصرب، فيما حذر الحلف الأطلسي القوات اليوغوسلافية من مغبة ارسال متسللين إلى الاقليم، ولا يستبعد مراقبون أن تلجأ عناصر صربية مدربة إلى عمليات ضد قوات الحلف الأطلسي في البوسنة وكوسوفو، خصوصاً الأميركية والبريطانية والألمانية منها.