أعلنت ليليانا زوجة زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش أن زوجها لن يسلم نفسه إلى محكمة لاهاي التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب. وقالت في تصريح إلى تلفزيون بلغراد المستقل ستوديو ب أمس السبت: "إن كاراجيتش سيتصدى بحزم لكل عملية لاعتقاله باعتبارها محاولة خطف غير شرعية". ووصفت ليليانا التكهنات التي راجت في الأيام الأخيرة في شأن استعداد كاراجيتش لتسليم نفسه إلى محكمة لاهاي بأنها "تأتي ضمن الضغوط المستمرة التي نتعرض لها منذ فترة طويلة وأصبحت عادية بالنسبة إلينا". على الصعيد نفسه، قال النائب في برلمان الجمهورية الصربية البوسنية مومير فويفوديتش لصحيفة "دنيفني تليغراف" المعارضة الصربية الصادرة في بلغراد أمس إنه "في الوقت الذي كانت تتحدث "تايمز" اللندنية عن اتصالات يجريها كاراجيتش من روسيا، كنت شخصياً أشرب القهوة معه في موقع سري في الجمهورية الصربية". وأضاف فويفوديتش، وهو أديب صربي معروف، ان الروايات في شأن فرار كاراجيتش خارج الجمهورية الصربية مجرد إشاعات، وهو لا يفكر بذلك أبداً "ولا يريد التوسل إلى دول العالم لتوفير شروط مناسبة لذهابه إلى لاهاي لأنه سيفعل ذلك طوعاً عندما يرى الظروف مؤاتية، وحتى ذلك الحين فإنه يرى أن أراضي الجمهورية الصربية توفر أفضل مكان آمن له، حيث يتولى حمايته رجال مدربون بشكل أفضل من الكوماندوس الإسرائيلي". وأشار فويفوديتش إلى أن كاراجيتش قال له في اللقاء الذي تم بينهما قبل ثلاثة أيام إنه "مستعد للذهاب إلى لاهاي مشياً على الأقدام حين يتأكد من أن الجمهورية الصربية لن تصبح في متناول المسلمين وان المحققين لا يسيئوا إليه بواسطة العقاقير الطبية أثناء استجوابه". ووصف كاراجيتش ذهابه إلى لاهاي، إذا حصل، أنه سيتم وفق رغبته وقناعته "إلا أنه لن يكون من أجل محاكمته وإنما لتوجيه الاتهامات إلى مسؤولين في يوغوسلافيا الاتحادية". من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس ان كاراجيتش بعث العضو الصربي في هيئة الرئاسة البوسنية مومتشيلو كرايشنيك إلى بلغراد أول من أمس الجمعة حاملاً توصية إلى الرئيس ميلوشيفيتش بخصوص استعداده لتسليم نفسه إلى محكمة لاهاي. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في بلدة بالي أنه "تم إعداد جميع الوثائق التي تتضمن شروط وطريقة استسلام كاراجيتش لتقديمها إلى مكتب محكمة لاهاي في بلغراد". وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن دوافع قرار كاراجيتش هذا تعود إلى "أنه يعاني من ارهاق نفسي نتيجة عزلته الطويلة والضغوط الدولية التي يتعرض لها، وهذا ما جعله يترك منزله وينتقل إلى مخبأ في ضواحي بالي لا يعرفه حتى كبار المسؤولين في الجمهورية الصربية". وأضافت بليتس نقلاً عن مسؤولين في بالي: "إن ميلوشيفيتش ليس في وضع يمكنه تقديم المأوى إلى كاراجيتش بسبب مشكلة كوسوفو وأنه سيناقش الاثنين غداً مع كرايشنيك هذه القضية". ويرى المراقبون أنه على رغم المعلومات التي نشرتها صحف بلغراد حول وجود كاراجيتش قرب بالي وتناقضها مع ما أوردته الصحافة واستخبارات عدد من الدول الغربية، فإنه لا يتوفر مصدر مؤكد لترجيح جانب من هذه المعلومات المتناقضة، خصوصاً أن السؤال المطروح هو: كيف يتمكن كاراجيتش من الاختباء في مكان لا يعرفه أحد قرب ساراييفو على رغم الانتشار الواسع والمراقبة الدقيقة المتواصلة لحلف شمال الأطلسي للمنطقة؟