خيمت أزمات جديدة تواجه آسيا على قمة منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادىء التي تعقد في نيوزيلاندا. وراوحت هذه الازمات بين تهديدات كوريا الشمالية بالقيام بتجارب صواريخ والتوتر عبر مضيق تايوان والعنف في تيمور الشرقية. وفي الوقت الذي بدأ اقتصاد المنطقة يتحسن، تواجه القارة الاسيوية اخطارا أكثر تهديدا من الانهيارات المالية عام 1997. اوكلاند - رويترز - ظهرت في آسيا تهديدات في ظل مخاوف من بدء سباق للتسلح بين الكوريتين وصراع مسلح بين الصينوتايوان وتفكك سياسي في اندونيسيا، الدولة الرابعة في العالم لجهة عدد السكان. وخيمت التوترات بالقارة الاسيوية على قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ابيك التي تضم 21 دولة، في اوكلاند النيوزيلندية. ولخص وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر هذه التهديدات بالتحذير من امكان اندلاع "حرب اقليمية شاملة"، اذا تدخلت الولاياتالمتحدة في صراع في مضيق تايوان. ووصل مسؤولون كبار لحضور القمة حاملين ملفات تتضمن خططا لتحرير التجارة وعلاج مشكلة الالفية. ولكن اجتماعاتهم المتتالية تركزت على امكان تشكيل قوة دولية لحفظ السلام تنشر في تيمور الشرقية. وأهم ما يشغل بال الاعضاء في المنتدى حاليا هو وقف العنف الذي تقوم به ميليشيات في تيمور الشرقية تساندها بعض ادارات الشرطة وفروع في القوات المسلحة، احتجاجا على نتيجة الاستفتاء الذي جاء لمصلحة الاستقلال عن اندونيسيا. ويقطن تيمور الشرقية 800 الف نسمة. والاستقرار السياسي في اندونيسيا في خطر اذ يشد جنرالات كبار الحبال ويهددون ديموقراطية هشة وانتعاشاً اقتصادياً اكثر هشاشة. ولكن مشكلة تيمور الشرقية أظهرت تضامنا نادرا بين دول المنطقة. الا ان المواجهة بين تايوانوالصين وخطط كوريا الشمالية القيام بتجارب لاطلاق صواريخ طويلة المدى، تعرض المنطقة للخطر. وفي الوقت الذي تعد بيونغيانغ العدة لاطلاق صاروخها "تايبودونغ 2" الذي يستطيع الوصول الى الاسكا وهاواي، يعاد رسم الخريطة الامنية لشمال آسيا. فاليابان بدأت تتخلى عن سياساتها الرافضة للعنف وبدأت تقترب من كوريا الجنوبية اذ يسعى البلدان لايجاد مأوى تحت مظلة برنامج "حرب النجوم" الدفاعي الاميركي الذي بدأت الولاياتالمتحدة تبعثه من جديد. واجتمع الرئيس الاميركي بيل كلينتون مع زعيمي اليابانوكوريا الجنوبية لمناقشة تهديد كوريا الشمالية. وكانت النتيجة مطالبة كوريا الشمالية بالتخلي عن تجاربها على صاروخ طويل المدى. واثارت كل هذه التطورات قلق الصين التي تشعر بالخوف من اعادة التسلح الياباني. وكان سباق التسلح في الحرب الباردة تسبب في افلاس الاتحاد السوفياتي. ولا يرغب زعماء الصين في السير في الطريق نفسه في الوقت الذي ينمو اقتصاد بلادهم ببطء. وتشك بكين في ان تكون واشنطن وطوكيو تبالغان بشكل متعمد في تقدير الخطر الذي تمثله كوريا الشمالية لتبرير تقاربهما العسكري. وانتقد جو بانغزاو الناطق باسم الخارجية الصينية امس دولا لم يذكرها بالاسم "تجعل من الحبة قبة" في ما يتعلق بكوريا الشمالية. وتعتقد بكين ان الهدف هو "احتواء" الصين. وتخشى ان يكون جدول اعمال واشنطن وطوكيو غير المعلن، ضم تايوان الى تحالفهما الدفاعي. وتايوان هي القضية التي قد تجر الولاياتالمتحدةوالصين الى مواجهة عسكرية. وكانت تصريحات للرئيس التايواني لي تينغ هوي، طالب فيها بعلاقات متكافئة مع الصين، تسببت في زيادة فرص نشوب هذا الصراع. واعتبرت بكين هذه التصريحات بمثابة اعلان الاستقلال. واختلف كلينتون اول أمس مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين، اذ طلب ضمانات من بكين عدم استخدام القوة ضد تايوان. وعرض التلفزيون الصيني الاسبوع الماضي لقطات لقاذفات تغطي السماء وطائرات هليكوبتر تطلق مجموعة من الصواريخ أرض - جو وقوات تجري بمشاعل في اشارة على غزو تايوان. وأثارت هذه اللقطات المخاوف. الا ان المنطقة لم تحبس انفاسها بعد. فالمحللون العسكريون لا يرون اشارات بعد على مناورات عسكرية موسعة من جانب بكين كما يشيرون الى ان رد الصين على استفزازات لي، تقتصر حتى الان على تصريحات غاضبة وصور دعائية. اضافة الى ذلك فإن جيش الصين ما زال غير قادر على عبور مضيق تايوان. وفي كوريا الشمالية ايضا، قد تكون الصورة أقل خطرا مما تبدو للوهلة الاولى. وبيونغيانغ معتادة على الحصول على مكاسب اقتصادية عن طريق التهديدات العسكرية وكثيرا ما تراجعت في الماضي.