شنت بكين حملة شديدة على اتباع طائفة واسعة الانتشار، في محاولة لترتيب اوضاعها الداخلية والتفرغ للمشاكل الخارجية ابرزها الصراع مع تايوان. يتوقع ان يخيم الصراع على اجتماع وزراء خارجية دول جنوب شرقي اسيا في سنغافورة اليوم والذي تحضره وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. بكين، تايبه، واشنطن - ا ب، ا ف ب - حظرت السلطات الصينية امس الخميس طائفة "فالون غونغ" الواسعة الانتشار وشنت حملة اعتقالات ضد اتباعها، خوفا من ارتباطات خارجية للاخيرة. واتهمت السلطات الطائفة التي نظم اتباعها سلسلة اعتصامات ب "الدعوة الى معتقدات خرافية ونشر الاكاذيب والتسبب في اضطرابات وتعريض الاستقرار الاجتماعي للخطر". وتضم الطائفة المذكورة حوالي مئة مليون عضو، فيما يضم الحزب الشيوعي 60 مليون. وكانت حساسية السلطات ازاءها بلغت ذروتها في نيسان ابريل الماضي، عندما تجمع حوالي عشرة الاف من انصارها حول مقر الحكومة قرب ساحة تيانانمين احتجاجا على الاضطهاد الذي يتعرض له اعضاء الطائفة من جانب رجال الشرطة. وبدأت حملة الاعتقالات التي طاولت حوالي 30 الفا من اتباع "فالون غونغ" اول من امس، عندما تجمع عشرات الالاف من هؤلاء في الملاعب والمدارس والحدائق في مختلف المناطق الصينية. ونشرت صحيفة "سينغ تاو" المستقلة الصادرة في هونغ كونغ امس ان الرئيس الصيني جيانغ زيمين قرر حظر الطائفة في جميع الاراضي الصينية بعد اجتماع استثنائي للمكتب السياسي للحزب الشيوعي عقد في وقت متأخر من مساء الاثنين وتبلغت المقاطعات الصينية هذه التعليمات الثلثاء. واشارت الصحيفة الى ان الشرطة الصينية تحقق في العلاقات المفترضة بين الطائفة و"قوى اجنبية" لم تحددها، يمكن ان تستغل اتباع الطائفة لزعزعة الاستقرار في المجتمع الصيني. وتقوم الطائفة على نظرية مؤسسها لي هونغجي ان العلم ابتلى العالم بنكبة اخلاقية بما جلبه من مخدرات وتليفزيون وموسيقى الروك اند رول. ويقول الاخير ان اتباعه ليسوا بحاجة لاطباء لانهم يقون انفسهم من الامراض بممارسة تعاليمه الروحية. تايوان وفي غضون ذلك، بدت الازمة الصينيةالتايوانية مرشحة لمزيد من التصعيد بعدما تمسك الرئيس التايواني لي تينغ هوي امس، بمطالبته الصين بالتعامل مع الجزيرة كدولة مستقلة، الامر الذي تعارضه بكين وتعتبره محاولة للتخلي عن فكرة اعادة التوحيد، تستوجب التصدي لها عسكريا. ووجه الرئيس الاميركي بيل كلينتون اول من امس نداء ملحا الى الصينوتايوان دعاهما فيه الى التهدئة، مؤكدا على ضرورة ألا تفكر اي منهما في "اللجوء الى القوة". ورفض كلينتون الاجابة على سؤال عما ستقوم به الولاياتالمتحدة اذا شنت الصين هجوما على تايوان، علما ان واشنطن ترتبط مع تايبه بمعاهدة تجيز لها تزويد الجزيرة اسلحة دفاعية عند الضرورة. لكن واشنطن تخشى الاعتراف بتايوان حتى لا يؤدي ذلك الى اجتياح صيني للجزيرة. واوفدت الولاياتالمتحدة ديبلوماسيين رفيعي المستوى الى كل من بكين وتايبه لخفض حدة التوتر. ويبدأ وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الاحد المقبل جولة في اسيا تشمل طوكيو وسيول، لن تغيب مسألة التوتر في مضيق تايوان عن جدول محادثاته خلالها، فيما يتوقع ان تخيم المسألة على محادثات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لسنغافورة حيث تشارك في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية دول رابطة جنوب شرقي آسيا اسيان. وكان كلينتون الغى زيارة وفد عسكري اميركي الى تايوان. وقال: "لا اعتقد انه الوقت المناسب للقيام باي خطوة من شأنها ان تثير مشاعر هذا الطرف او ذاك". لكن مسؤولين اميركيين كبارا نفوا اول من امس عزم الولاياتالمتحدة على تجميد مساعدتها العسكرية لتايوان للاعراب عن استيائها من تصريحات الرئيس التايواني الداعية الى الاستقلال. وهذه ليست المرة الاولى التي يشتد التوتر بين الصينوتايوان.