خيمت ملفات التوتر بين الصينوتايوان ومسألة الصواريخ الكورية الشمالية والنزاع على جزر سبراتلي على المنتدى الاقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان. وحذرت الصين المشاركين في المنتدى الذي يضم أيضاً ممثلي الولاياتالمتحدةواليابان وروسيا والاتحاد الاوروبي، من السعي الى معالجة هذه الملفات عبر تعزيز التحالفات العسكرية بين دول آسيا - المحيط الهادئ وبناء ترسانات أسلحة، ما يهدد بتفاقم المشاكل الامنية والسياسية في المنطقة. وشكل ذلك اشارة مبطنة الى التحالف العسكري الياباني - الاميركي. سنغافورة - رويترز، دبا - أكد وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان أن بلاده لن تقف مكتوفة الايدي أمام أي تحرك نحو الاستقلال في تايوان أو اي تدخل أجنبي في النزاع. وقال مخاطباً نظراءه من 22 دولة يحضرون المنتدى الاقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان في سنغافورة امس الاثنين، ان "مسألة تايوان شأن صيني داخلي محض"، مؤكداً أن "الالتزام بمبدأ صين واحدة هو الأساس للاستقرار وتطوير العلاقات على جانبي المضيق". وأشار الوزير الصيني الى أن "التهديد الرئيسي للامن في المنطقة هو انعدام الثقة بين دولها" الامر الذي يعيق التعاون الامني المتعدد الجوانب. وفي إشارة مبطنة إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين اليابانوالولاياتالمتحدة، حذر الوزير الصيني من أن "تقوية التحالفات العسكرية وبناء ترسانات الاسلحة لن يؤدي إلا إلى المزيد من انعدام الثقة بين الدول وبروز سبب جديد لعدم استقرار وصولا الى خلق مواجهات". وكانت بكين أعربت عن مخاوف من أن تكون الخطوط العريضة لاتفاق الدفاع بين أميركا واليابان، تهدف إلى احتواء بروز الصين قوة عالمية وحماية تايوان من تدخل عسكري صيني. وكان الرئيس التايواني لي تينغ هوي أثار استياء بكين بمطالبته بعلاقات "دولة بدولة" بين الصين والجزيرة. وتخشى الحكومة الصينية من أن تتخذ طوكيووواشنطن من هذا الخلاف ذريعة للتدخل العسكري في المنطقة. سبراتلي ولم تكن تايوان القضية الوحيدة المثيرة للجدل خلال المؤتمر. وقال مصدر ديبلوماسي مطلع ان من بين المواضيع المدرجة على جدول اعمال الجلسة الصباحية، الامن في بحر الصينالجنوبي حيث تقع جزر سبراتلي التي تتنازع عليها دول عدة في المنطقة. وأيدت الولاياتالمتحدة امس اجراء محادثات اقليمية بشان هذه الجزر، مؤكدة انه ليس في وسع دول اسيا "الترقب والبقاء على هامش الاحداث فيما تتفاقم التوترات". وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في كلمة امام المؤتمر إن الظروف مهيئة بدرجة كبيرة للتصعيد، ما "يخلق ازمة تنطوى على عواقب وخيمة". وقالت إن دولاً عدة سعت الى تاييد مطالبتها بجزر سبراتلي من خلال بناء منشآت قرب الجزر التي تتنازع السيادة عليها الفيليبين والصين وسلطنة بروناى وتايوان وماليزيا وفيتنام.وكانت الفيليبين اغرقت سفينة صيد صينية قرب الجزر الاسبوع الماضي في ما وصفته مانيلا بأنه حادث تصادم، وقالت بكين إن سفينة الصيد اغرقت عمداً. ووقع هذا الحادث فيما كان وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا من سنغافورة وماليزيا وتايلاند وميانمار واندونيسيا وبروناي وفيتنام وكمبوديا ولاوس والفيليبين يجتمعون في سنغافورة. ويذكر ان اجتماع امس يأتي في اطار المنتدى الاقليمي الموسع ل"آسيان" ويضم الدول العشر الاعضاء في الرابطة إلى جانب الدول الشريكة لها في الحوار وهي: الولاياتالمتحدةواليابانوالصين وكندا والاتحاد الاوروبي والهند وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا واستراليا وروسيا. كوريا إلى ذلك، حذر وزير الخارجية الصينياليابان من تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بمحاولاتها منع كوريا الشمالية من تجربة اطلاق صاروخ جديد. وقال مسؤول ياباني للصحافيين ان وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كومورا اقترح على نظيره الصيني ان تعرب "آسيان" عن قلقها ازاء احتمال قيام كوريا الشمالية بتجربة صاروخ جديد. وأضاف المسؤول الياباني ان الوزير الصيني ابلغ نظيره الياباني ان بلاده لن تعارض اقتراح طوكيو ولكن يتعين على الأخيرة تجنب البيانات الاستفزازية التي قد تزيد من حدة التوتر. كوهين في طوكيو وتزامن ذلك مع وصول وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الى طوكيو أمس لإجراء محادثات بشأن المخاوف من احتمال قيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخ. ويجتمع كوهين مع نظيره الياباني هوساي نوروتا ثم مع رئيس الوزراء كيزو اوبوتشي غداً قبل ان يتجه الى سيول. وكانت بيونغيانغ اختبرت اطلاق صاروخ من طراز "تايبودونغ" في المجال الجوي الياباني في آب اغسطس الماضي. وتزايدت المخاوف من احتمال اطلاقها طرازاً أكثر قوة من الصاروخ في وقت لاحق هذا الصيف. ودفع ذلك واشنطنوطوكيووسيول الى ارسال تحذيرات قوية الى كوريا الشمالية مفادها انها ستدفع الثمن إذا مضت قدماً في خططها لاطلاق الصاروخ، في وقت عززت الدول الثلاث جهودها لتنسيق الرد على بيونغيانغ. وخلال زيارته لطوكيو يتوقع ان يناقش كوهين نقل قاعدة فوتينما الجوية الاميركية في مقاطعة اوكيناوا، بالاضافة الى التعاون الدفاعي الثنائي بعد سن اليابان تشريعاً في أيار مايو الماضي بشأن التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالأزمات الاقليمية.