أعلنت بلغراد ان معركة كوسوفو لن تنتهي إلا حين تغادر القوات الدولية الاقليم وتفرض صربيا سيادتها الكاملة على كل أراضيها، ضمن الدولة اليوغوسلافية. وأفاد ناطق باسم حلف شمال الاطلسي في مدينة ميتروفيتسا شمال غرب الاقليم ان أشخاصاً كثيرين بينهم 16 جندياً فرنسياً أصيبوا بجروح في انفجار قنبلة يدوية القيت عليهم خلال اشتباك مسلح بين حوالى 700 من الصرب والألبان في المدينة المقسمة الى قطاعين، شمالي صربي وجنوبي ألباني. وأضاف ان الجنود الفرنسيين "تدخلوا لفك الاشتباك بين الجانبين عند الجسر المقام على نهر ايبار ويفصل بين القطاعين حيث قتل الباني وجرح عدد آخر، فيما أصيب ما لا يقل عن 30 صربياً بجروح". يذكر ان الصرب رفضوا مشروعاً اقترحته القوات الفرنسية لإعادة عدد محدود من الألبان الى منازلهم في الجزء الشمالي من ميتروفيتسا. في غضون ذلك واصل أكثر من 6 الاف صربي من سكان بلدة غراتشانيتسا والقرى المجاورة لها جنوب بريشتينا تظاهراتهم، مطالبين ب"توفير الأمن لهم". وأحكم السكان الصرب حواجزهم حول البلدة ومنعوا الدخول اليها وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم الى أشكال أخرى "إذا لم تستجب القوات الدولية مطالبهم". وأفاد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في بريشتينا لوكاس دالوغليو امس الجمعة انه تم تسجيل ما مجموعه 10 آلاف و600 عنصر من جيش تحرير كوسوفو "في اطار عملية تحول هذه الميليشيات الانفصالية السابقة التي يفترض نزع سلاحها بحلول 19 ايلول سبتمبر الى منظمة سياسية". وأضاف ان "70 في المئة من هؤلاء سيخضعون لبرامج اعادة استيعاب و30 في المئة سيتولون مهمات الشرطة أو مهمات أمنية اخرى". وأوضح رئيس البعثة ان برنامج الاستيعاب الذي سيتم عبر 7 مكاتب ينص على "اجراء مقابلات فردية مع كل عنصر ميليشيا سابق بهدف عرض عمل عليه في المنطقة وخصوصاً المشاركة في عمليات إزالة الألغام، ومساعدة اقتصادية أو تأهيل مهني، اذ ان معظمهم أوقف دراسته بسبب الحرب". وأضاف ان نموذج العنصر السابق في جيش التحرير شاب نشط يعل أسرة ويسهل استيعابه "ويجب ان نشدد على تأهيل هؤلاء الشبان الذين ليس لديهم ماض عسكري والذين يفترض بالتالي دمجهم في الحياة المدنية من دون صعوبات كبيرة". وأشار دالوغليو الى ان "96 في المئة من مقاتلي جيش تحرير كوسوفو السابقين انضموا الى المنظمة في 1998 و1999". وينص اتفاق 21 حزيران يونيو على ان تسلم الميليشيا أسلحتها وان تتحول الى منظمة سياسية. من جهة اخرى نقلت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس عن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية ان موسكو ستطلب من الاممالمتحدة "التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن القاضي بتجريد جيش تحرير كوسوفو من طابعه العسكري وجمع كل أسلحته وتدميرها". وأكد ان روسيا ترفض مشروع مسؤول الادارة المدنية الدولية برنار كوشنير في شأن "تشكيل حرس وطني في الاقليم من صفوف جيش التحرير". وأوضح ان وزارة الخارجية الروسية ستبلغ كوشنير بهذا الموقف اثناء زيارته لموسكو الاربعاء المقبل. وفي بلغراد أعلن الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش انه "ينبغي وقف كل دعم للارهابيين والانفصاليين ووضع حد للعنف والتطهير العرقي ضد السكان الصرب في الاقليم". وقال الناطق باسمه ايفيتسا داتشيتش في مؤتمر صحافي "ان معركتنا في كوسوفو لم تنته وننتظر بفارغ الصبر مغادرة القوات الدولية وسنسعى الى ذلك عاجلاً أم آجلاً". واكد على وجوب ان تحترم الاطراف الدولية قرار مجلس الأمن الخاص بسيادة يوغوسلافيا وصربيا على كوسوفو "وعودة العدد المتفق عليه من رجال الجيش والشرطة الصربية الى الاقليم". وأوضح ان بلغراد "لن تسمح بإجراء اي تعديل في مضمون قرار مجلس الأمن حول كوسوفو وستحبط المحاولات التي تقوم بها دول معينة في هذا الشأن". مطار بريشتينا وأعلن رئيس أركان الجيوش الاميركية الجنرال هنري شيلتون ان الجنرال البريطاني مايكل جاكسون عصى أوامر القائد الأعلى للقوات الحليفة في أوروبا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك الذي أمره بإرسال دبابات الى مطار بريشتينا في حزيران يونيو الماضي لمنع وصول القوات الروسية الى المطار اذ أجاب جاكسون "لا، لن أفعل هذا، الأمر لا يستحق ان نتسبب في حرب عالمية ثالثة". وأوضح شيلتون أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي انه وافق في النهاية على موقف الجنرال جاكسون بعد ان تشاور مع رئيس الاركان البريطاني الجنرال تشارلز غوثري. واضاف ان الجنرال كلارك أراد تعطيل مدارج الهبوط بواسطة المدرعات "الى حين التوصل الى اتفاق على دور الروس في قوة حفظ السلام".