اشعلت الجمعية الوطنية التأسيسية البرلمان في فنزويلا والمدعومة من الرئيس هوغو شافيز "حرب السلطات" في البلاد، بعد قرارها تولي المهمات الاشتراعية كافة، في خطوة اعتبرت بمثابة إعفاء لمجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه المعارضة المحافظة. كاركاس - أ ف ب - أصدرت الجمعية الوطنية التأسيسية المنتخبة حديثاً في فنزويلا مرسوما اول من امس الاثنين تولت بموجبه مهمات الكونغرس كافة، بحجة ادخال اصلاحات جذرية على انظمة البلاد، كان الرئيس هوغو شافيز حرضها على القيام بها. ووصفت المعارضة هذا المرسوم الذي وافقت عليه غالبية الاعضاء ال 131 في الجمعية، بأنه "انقلاب" دستوري من الناحية العملية. واحال المرسوم كل مهمات الكونغرس الى الجمعية الوطنية التأسيسية ومنع اعضاءه وغالبيتهم من الاشتراكيين الديموقراطيين والديموقراطيين المسيحيين المعارضين، من الاجتماع في دورة استثنائية. وكانت الجمعية التأسيسية انتخبت في 26 تموز يوليو من اجل ادخال اصلاحات جذرية على انظمة البلاد. وعقدت اجتماعاتها في مقر الكونغرس خلال اجازته الصيفية. وحرض شافيز الذي يتولى الرئاسة منذ شباط فبراير الماضي على رأس ائتلاف يساري، الجمعية التأسيسية التي تتألف من انصاره على حل مجلس الشيوخ والمحكمة العليا، تحت ستار ادخال تعديلات في النظامين القضائي والسياسي. وقوبلت خطوة الجمعية التأسيسية باستياء بالغ من جانب الفاعليات الاقتصادية والمالية، باعتبار انها تقضي على ما تبقى من ثقة لدى المستثمرين في البلاد التي تعتبر المصدر الاكبر للنفط خارج الشرق الاوسط. كما قوبلت باستياء السياسيين المحافظين واثارت لغطا حول مستقبل الحريات وحقوق الانسان في فنزويلا. ووصف عضو الكونغرس اليميني المعارض البرتو فرانشيسكو قانون اعادة تنظيم السلطة الاشتراعية وحصر مهماتها بالجمعية التأسيسية بأنه "انقلاب". وعقد اركان المعارضة اليمينية اجتماعا غير رسمي تدارسوا خلاله الوضع. وكانت المعارضة البرلمانية اعلنت مساء الجمعة انها ستتخذ الاجراءات الضرورية لعقد اجتماع للكونغرس في اسرع وقت ممكن رغم قرار الحظر الذي اصدرته الجمعية التأسيسية. وفي اليوم ذاته، وافقت الجمعيتان المتنافستان على بدء حوار برعاية الكنيسة لتسوية الازمة السياسية.