توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس الى موسكو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس تاركاً خلفه تعثر المفاوضات مع الفلسطينيين واجواء تذكّر بما كانت عليه الاحوال في ايام سلفه بنيامين نتانياهو. انهارت مساء اول من امس المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وأصدر مكتب باراك بياناً شديد اللهجة حمّل "التعنت" الفلسطيني المسؤولية، ومعتبراً ان ذلك ناتج عن "اوضاع داخلية" وذلك في اشارة عدم رضى واضحة الى "الحوار الوطني" في القاهرة بين حركة "فتح" و"الجبهة الشعبية". وخرج رئيس السلطة الوطنية ياسر عرفات عن صمته وانتقد، لأول مرة، باراك بالاسم متهماً اياه بمحاولة "التهرب من التنفيذ الدقيق والامين لما تم التوقيع عليه". واندلع سجال حام بين الطرفين فتحدث مصدر فلسطيني عن "مأزق حقيقي وكبير" في حين هوّن الوزير لدى رئاسة الوزراء الاسرائيلية حاييم رامون مما جرى قائلاً "ليس في الامر مأساة". اما وزير الخارجية ديفيد ليفي فاعتبر ان الامر "محاولة مصطنعة لإيجاد ازمة" واضاف "ان آداب اللياقة تفرض على الفلسطينيين التريث حتى انتهاء مهلة الاسبوعين لاعطاء جوابهم" وهي المهلة التي كان اتفق عليها باراك وعرفات لدراسة العرض الاسرائيلي. وفي موسكو رفض وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف التعليق على هذا الخلاف. اما باراك فقد ابدى تخوفه من تزويد سورية وايران اسلحة روسية متطورة، وبالمقابل اعلنت موسكو بلسان رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين عن نيتها تكثيف الجهود "للمساعدة في تطبيع العلاقات بين سورية واسرائيل". وعلمت "الحياة" ان الاقتراح الاسرائيلي الى الفلسطينيين لا يتضمن دمج المرحلة الثالثة من الانسحابات بمفاوضات الوضع النهائي فحسب، انما ايضاً تغيير ما اتفق عليه في "واي" بشأن مساحة اعادة الانتشار الاسرائيلية وذلك باتجاه خفضها واعطاء الحكومة الاسرائيلية وحدها حق التقرير بذلك.