في محاولة لتنشيط دورها في الشرق الأوسط، تبدأ روسيا قريباً سلسلة اتصالات مع قادة ومسؤولي المنطقة، وأعلن أمس الثلثاء ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيصل إلى موسكو في 21 من الشهر الجاري، واثره يزور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العاصمة الروسية، فيما علمت "الحياة" ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف سيقوم بجولة تشمل ست عواصم شرق أوسطية الشهر المقبل. وذكرت وكالة "ايتار - تاس" الرسمية ان محادثات نتانياهو وعرفات في موسكو ستتناول محاور التسوية واستئناف المفاوضات "في ضوء الموعد المقرر لاعلان الدولة الفلسطينية" في الرابع من أيار مايو. وقال ل "الحياة" ديبلوماسي رفيع المستوى، إن موسكو تؤيد "التريث" في إعلان الدولة، لكنها ترى ان مثل هذا القرار لا ينبغي أن يقدم "مجاناً" ويجب أن يربط بالتزامات إسرائيلية ودولية بتنفيذ الاتفاقات المعقودة سابقاً والاعتراف بالدولة الجديدة. وأكد مسؤول فلسطيني تحدثت إليه "الحياة" ان موعد زيارة الرئيس عرفات لم يحدد حتى الآن، لكنه أكد أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن سيصل إلى موسكو قبل نتانياهو بخمسة أيام. وذكر ان جدول الأعمال "معروف سلفاً" ويتعلق بالتسوية واعلان الدولة. وأكد خبير في شؤون الشرق الأوسط ان وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أقل من شهرين من موعد الانتخابات هو محاولة للحصول على "دعم غير مباشر" من روسيا لتكتل "ليكود" الذي كانت موسكو أيدته في صورة غير معلنة عشية الانتخابات الماضية باعتباره "أكثر ليونة من حزب العمل في التعامل مع روسيا". إلا أن موسكو لم تحسم خيارها هذه المرة ولا يستبعد أن تستضيف قريباً أحد أبرز قادة حزب العمل يوسي بيلين ك "معادل" للاتصالات مع ممثلي ليكود. ويجمع المراقبون على ان موسكو تعمل لتعزيز دورها في الشرق الاوسط وكان زارها وزيرا الخارجية الإسرائيلي ارييل شارون والسوري فاروق الشرع. وعلمت "الحياة" ان زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، التي كان مقرراً أن تتم مطلع الشهر الجاري، ارجئت بسبب الاجازة المفاجئة لرئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الذي كان حريصاً على مقابلة الوزير السعودي، وطلب تأجيل الزيارة إلى حين عودته إلى موسكو. واثر المحادثات في العاصمة الروسية سيبدأ ايفانوف جولة تشمل القاهرة ودمشق وعمّان وبيروت، إضافة إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية. ورداً على سؤال "الحياة" عما إذا كانت الجولة ستقتصر على التسوية الشرق أوسطية، أجاب مسؤول روسي رفيع المستوى: "وهل مصر وسورية والأردن بعيدة عن الملف العراقي؟".