اصطحب وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون نظيره الروسي ايغور ايفانوف فور وصوله الى مطار اللد أمس في جولة بمروحية عسكرية فوق الضفة الغربية ومنطقة وادي الأردن. وهدفت الجولة وفق الحسابات الاسرائيلية الى تبيين الأهمية الاستراتيجية والأمنية لهذه المنطقة التي تريد تل ابيب الاستمرار في احتلالها بعد مفاوضات المرحلة النهائية. وقال الوزير الروسي ان جولته الحالية في المنطقة تهدف الى الاسراع لعقد هذه المفاوضات. وصل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى اسرائيل في وقت تحدثت فيه تقارير صحافية أمس عن اقتراح اسرائيلي "جديد ومعدل" يؤكد استعداد الحكومة الاسرائيلية لاستئناف التفاوض مع دمشق من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في "واي بلانتيشن" في شباط فبراير عام 1996 واستعدادها للدخول في تفاوض فوري مع سورية بعد تشكيل الحكومة الجديدة من أجل ترتيب انسحاب اسرائيلي من الجنوب اللبناني المحتل. وأوضح تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أمس ان السوريين توجهوا الى الولاياتالمتحدة طالبين الاستماع الى وجهة نظرها في شأن "امكان الاعتماد على صدقية الاقتراح الاسرائيلي". غير ان شارون سارع خلال لقائه الأول مع ايفانوف على أرض مطار اللد الى نفي هذه الأنباء ووصفها بأنها "أكاذيب لا أساس لها من الصحة". وجدد شارون تأكيد موقف حزب ليكود من الحل مع سورية الذي يقوم على التفاوض "من دون شروط مسبقة ومن دون فيتو على أي قضية". وتتضمن زيارة ايفانوف الاجتماع مع منافسي نتانياهو الرئيسيين اسحق مردخاي وايهود باراك لتأكيد ان موسكو لا تتدخل في الشؤون الداخلية لاسرائيل. وقال ايفانوف الذي يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم الجمعة في مدينة رام الله انه سيسلم رسائل من الرئيس الروسي بوريس يلتسن الى نتانياهو وعرفات والرئيس السوري حافظ الأسد في المحطة الثالثة في جولته والرئيس المصري حسني مبارك. ولا يعول الاسرائيليون كثيراً على زيارة المسؤول الروسي على الصعيد السياسي، لكن اسرائيل أعدت لائحة طويلة من مشاريع التعاون العسكري التي تريد تنفيذها بالاشتراك مع الروس. وأشارت مصادر صحافية اسرائيلية الى استعداد روسيا للتعاون مع اسرائيل في كل المجالات الأمنية والعسكرية اضافة الى المجال النووي. وأشارت الى ان روسيا عرضت على الدولة العبرية بيع محركات صواريخ وقواعد لاطلاق الأقمار الصناعية. وقالت المصادر ذاتها ان أحد المشاريع التي تعكف الدولتان على انجازها هو تطوير طائرة استخبارية وانذارية، وأن قيمة الصفقة تبلغ نحو ربع بليون دولار. ومن المشاريع الأخرى التي يرغب الروس في تنفيذها مع اسرائيل تطوير مروحية هجومية تحمل اسم "تشورني أكولا" أي "القرش الأسود" ويقترحون أيضاً، حسب المصادر الاسرائيلية، ان تزودهم تل أبيب بأجهزة اتصال ورصد وتحكم لهذه المروحية. ويعتزم الجانبان تطوير انتاج جديد من الصواريخ المضادة للطائرات من نوع "اس اس 300" الروسي الصنع الذي يتمتع بمميزات تتفوق على صاروخ "باتريوت" الأميركي.