تمكن عمال الانقاذ في تركيا امس السبت من انتشال طفلة تبلغ من العمر تسعة اعوام حوصرت تحت الانقاض، فيما انتشلوا امرأة تبلغ من العمر 95 عاما، غداة انتشال طفلتين. وافادت حصيلة رسمية جديدة اعلنت امس ان عدد ضحايا زلزال تركيا ارتفع الى 11386 قتيلاً اضافة الى 33150 جريحاً. وفي غضون ذلك ، دافعت القيادة العسكرية التركية عن نفسها في مواجهة اتهامات بأنها تحركت ببطء لاحتواءالدمار الواسع وان المتطوعين الاتراك والاجانب تحملوا الهمّ الاكبر في انقاذ المحاصرين واغاثة المنكوبين. وفي الوقت نفسه، قدرت الاوساط التجارية ان البلاد ستحتاج الى مساعدة مالية دولية تصل الى 25 بليون دولار لتغطية كلفة الدمار المادي والخسائر في الانتاج والحد من الخلل في الاقتصاد. انقرة، يالوفة تركيا - أ ف ب، رويترز - انتشل رجال انقاذ من تركيا وفرنسا امس طفلة تبلغ من العمر 11 عاما اسمها مروة من تحت انقاض منزلها الذي دمره الزلزال قبل اربعة ايام في بلدة يالوفة المطلة على بحر مرمرة. ونقل احد مترجمي فريق الانقاذ الفرنسي عن الطفلة قولها: "انا خائفة. انا هنا منذ يومين. واختي ماتت". ودفنت مروة واختها تحت انقاض منزلهما المؤلف من خمس طبقات بعد الزلزال الذي أسفر حتى الآن عن مقتل اكثر من 10200 شخص. وتم إنزال كاميرا ومكبر صوت عبر فجوة في الانقاض لنقل صوت مروة. وساعد قريب لها يعرف تخطيط البناية في ارشاد عمال الحفر. وقال احد عناصر فريق الدفاع المدني الفرنسي ان "الاطفال فرصتهم اكبر في النجاة لأنهم يتنفسون كميات اقل من الهواء ويحتاجون كميات اقل من الماء كما انهم اصغر حجما". وكانت فتاة اسرائيلية عمرها تسعة اعوام انتشلت من تحت الانقاض في بلدة جينارجيك حيث جاءت مع اهلها لقضاء عطلة. وكانت فرق الانقاذ انتشلت غداة الزلزال والدتها التي قالت ان زوجها ووالديه وطفليها ما زالوا تحت الانقاض. كما انتشلت في البلدة نفسها طفلة تركية تبلغ من العمر 11 عاماً. لكن المفاجأة الأبرز كانت انتشال الفريق النمسوي سيدة تركية عمرها 95 عاماً من تحت الانقاض في بلدة يالوفة امس. وقال احد عمال الانقاذ "انها تعتقد ان آخرين لا يزالون محاصرين". وأكد ناطق باسم الجيش التركي ان حالها الصحية "ضعيفة جداً" وعثر عليها وسط انقاض مجمع سكني يطل على بحر مرمرة. الجيش ونفى أكبر قائد عسكري تركي اتهامات بأن رجاله تحركوا ببطء لاحتواء الدمار الواسع الذي انتشر في مناطق شمال غربي تركيا، بعدما تحملت فرق الانقاذ من المتطوعين الاتراك والاجانب الجانب الاكبر من مهام الاغاثة، خصوصاً في الايام الاولى من كارثة الزلزال. وعلت اصوات تتهم السلطات المدنية والعسكرية بالتباطوء في تحركها. ولا تزال فرق الانقاذ التركية والدولية تبحث في الانقاض عن ناجين وهو الامل الذي يتضاءل بشكل سريع بعد مرور اربعة ايام على الزلزال. ونقل عن الجنرال حسين كيركوغلو رئيس هيئة الاركان التركية قوله امس ان قواته بدأت مهام الاغاثة فور حدوث الزلزال. ونقلت صحيفة "حرييت" عنه القول: "انخرطت كل وحداتنا في العمل من دون تأخير. لاحظتم ان كل الطرق كانت مغلقة. ولكن وحداتنا نجحت على رغم هذا في الوصول الى المنطقة" المنكوبة. وقال: "لا مجال للحديث عن تأخر. هم يتساءلون اين كانت الدولة. وانا اقول لكم الآن اين الدولة. كل اجهزة الدولة بدأت العمل بعناية". ويقول المسؤولون الاتراك ان قدرة اي دولة تعجز عن مواجهة حجم الكارثة التي المت بعشرات التجمعات السكنية في ارجاء سبعة اقاليم في شمال غربي تركيا. واعلنت الحكومة حال كوارث وأعلنت ان من حقها مصادرة الموارد الخاصة لصالح جهود الانقاذ. وفي المناطق المنكوبة، يبدو انه لم يكن هناك تنسيق لجهود الاغاثة. وتقول فرق الانقاذ الاجنبية التي تبحث بين الانقاض انها غير متأكدة اطلاقاً مما اذا كانت فرق اخرى قد فتشت المواقع التي تبحث فيها. وبدأت خطوط الطاقة والاتصالات في العودة الى المنطقة الآن فقط. والطرق مزدحمة في كل الاتجاهات بسبب الهاربين من منازلهم وجهود الاغاثة. وتتولى القوات المسلحة حالياً ادارة حركة المرور وتبحث بين الانقاض التي يعتقد ان آلافاً لايزالون محاصرين تحتها وأغلبهم ربما اصبح في عداد القتلى. كارثة اقتصادية وتحتاج تركيا بعد انتهاء احصاء آلاف الضحايا الذي سقطوا في الزلزال، الى مساعدة مالية دولية هائلة لاعادة بناء اقتصادها. وترفض الحكومة التركية المشغولة حالياً بالتنظيم الصعب لعمليات انقاذ العالقين تحت الانقاض ومساعدة الناجين، في الوقت الحالي تقدير قيمة الدمار وشلل المنطقة الصناعية الاولى في البلاد. وقال المتحدث باسم الحكومة سوكرو سينا غوريل ان انقرة مهتمة اولاً بإعادة بناء "عشرات الآلاف من المباني" التي تهدمت لايواء المشردين. لكن أرباب العمل الاتراك قالوا ان تركيا ستحتاج الى مساعدة مالية دولية تتراوح قيمتها بين 20 و25 بليون دولار لتغطية كلفة الدمار المادي والخسائر في الانتاج والحد من الخلل في الاقتصاد. وقالت منظمة ارباب العمل انه "وان لم تسجل اي اضرار جسيمة في المنشآت الصناعية، فان الانتاج توقف بسبب الخسائر البشرية الفادحة". وقدرت قيمة الخسائر الناجمة عن توقف النشاط في المنطقة ب300 مليون دولار يومياً. الا ان خبراء اقتصاديين غربيين حذروا من "التقديرات العشوائية" في هذه المرحلة.